سلام ٌ إلى جرحك يا عراق
ا َه يا عراق ...يارمز الأصالة والشموخ ، والعلم والتراث ، والبناء .
ا َه يا عراق ... يا حبيبة العشّاق ، ولحن المغنّين ،
وقلم المبدعين وقيثارة الشعراء .
ا َه يا شمعة الشرق ...وحلم الفراتين :كان حلمهم سقي العطاشى والظباء .
كيف لي أن اراك دمية ً ..؟ بين أياد ٍ مجرمة ا َثمة ٍ ، همّها سفك الدماء .
وكيف لي أن أرى حدائق بابل محنيّة ً.. ؟ وحلمها كان يوما ً –
عناق السماء.
وكيف لي أن ارى أطفالا ً ...تحولت أجسادها البريئة ، محروقة ً وأشلاء .
وكيف لي أن ارى سجينا َ - أسيرا ً ...؟ تلهو به أيادي الداعرات والسفهاء .
وكيف للعيون ان ترى الإ باحة في السجون ...؟
وقتل الأصالة جهرا ً-
أمام العالم كلّه والأصدقاء .
لا صوت يعلو ، ولا ضميراً يتحرّك ..
كلّه صامتٌ – ساكت ٌ كالمومياء .
يا جميلتي يا عراق : والمنظر صار مقرفا ً ، تكحّله الأرامل والثكالى ،
عيونها بالصراخ والبكاء .
يا امم الأرض يا نيام ..! ألم تسمعوا أصواتا ً وصراخا وعويلا َ ..؟
يشق عنان السماء .
ا َذانكم طرشت ، وعيونكم عميت ، ولم تعد تسمع وتبصر ما يجري ،
وسيجري من دمارٍ ولهيب ٍ وفناء .
القنابل والوحوش ، لاتفرّق ما بين دين ِ وطائفة ِ،
وأطفال وشيوخ ، وشباب ونساء .
كفى الإدانة يا أموات ..! كفى الندب والشجب ، والحسرة والنداء .
ألا تعلمون إنّ النخيل يشكو صمتكم ، والتاريخ يكشف عريكم ،
أيّها الضعفاء .
بأيّ ضمير ِ تنامون يابشر ...؟
وجراح العراق تناديكم بطوفان الدّماء .
ايّها الأحياء- الأموات ...يا أصحاب العدالة والقوانين ،
لماذا تدفنون رؤوسكم كالنعامة هاربين
من رب السماء ...؟
لابل وتضحكون وتبتسمون : لأنّ الضمير الميت لا ولن
يصحو من قذارته ،
كي يتعلّم أيّ معنى ً للحياء .
جلبتم لنا حريّة الدعارة ، وأصبحت أجسادنا جثث ٌرميمة ٌ ،
بلا طعام ِ ولارداء .
سرقتم النفط والتراث ، وكسرتم أشجار النخيل الشامحة
وتركتم أطفالنا تموت بأنينها بلا دواء .
ما نفع حريّة ِ والقنابل معها ..؟ والأرض محروقة والسماء ...؟
والعتمة داكنة ، والتنفس مخنوق بالجراثيم المحرمة القاتلة في الهواء .
ألاتعلمون بأن الله يكره الكذب والنفاق ،
ولا يقبل الظلم والرياء ..؟
ستجرون أذيالكم اليوم كان ام غدا ..؟ مادام حيّ ٌ في العراق ،
يشعر بالظلم ويعرف الكرامة والكرماء .
ومادام الشباب ينادي كلنا واحد ٌياعراق ..؟ لادين ولا طائفة ولا عرق يفرقنا،
وكلنا لك روح وعطاء .
وما دامت الأم تقول لطفلها : ؟ كن شعلة ً ..
ونبراسا َ لأجيالنا الخضراء .
وما دام الطّفل البريء ينادي : --- يا امّي ياعراق ---أنا الفداء .
وما دام العراق عراقا ً واحدا ً...سيبقى بلاد النهرين متوّجا َ
بالراية الحمراء والخضراء والبضاء .
وسيظلّ يناضل كماضيه العريق الأصيل ،
حتى الرمق الأخير ، كي يعانق السماء.
وستبقين عراقا َ اصيلا َيا عراق ، وأمّا َ حنونا َ، وحضنا َ دافئا َ،
وحبّا َ أبديا َ ، وقلعة صامدة َ
لكل المناضلين الأوفياء ...0