باطنــــــــــــــــــــــــايا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

باطنــــــــــــــــــــــــايا


 
الرئيسيةالرئيسيهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تعــال إلـى يســـوع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sabri D. yousif
المشرفين
sabri D. yousif


ذكر
عدد الرسائل : 83
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 20/10/2007

تعــال إلـى يســـوع Empty
مُساهمةموضوع: تعــال إلـى يســـوع   تعــال إلـى يســـوع Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 17, 2007 11:51 am

تعالَ، هو ينادكَ
هو يدعوكَ، وإنْ كانت الريح تشتد، والعاصفة نزأر.
تعال من دون تردد،
لا تتوكأ على عكازة مرضوضة.
قد تستطيع أنْ تقف قدميكَ لهنيهة،
وتدّعي أنّ كل شيء على ما يرام،
فذلكَ أسلوب المرائين، الذين لا يعترفون بالأمر الواقع.
تعال، لا تضيّع وقتكَ سدى، وتعيش في وهم كاذب، ورجاء لا يتحقق،
لا تعلق بصركَ على الأوضاع،
وتقول إنّ الأوضاع سوف تتحسن في القريب العاجل،
لكن ذلك غير صحيح لأنّ العالم يهبط نحو الهوة السحيقة.
فالطوفان موشك أنْ يتفجر،
وطاقات السماء قد انفتحتْ.
فما ترجو ؟ وماذا تتوقع ؟
لا شكّ أنّه سيمسح وجه الأرض، ويحول المسكونة إلى البوار.
والداء المشين، ينتشر، وينخر في العظام،
يحفر في عمق الأعماق.
اصرخ ما شئتَ،
لكن لن تجد آذانا صاغية،
لن يعير لكَ أحد سمعا،
فالصخاب يملأ الكون بأسره، ليشكل سمفونية حزينة،
قرارها " هذا حال الدينا ".
أنتَ تصرخ، طلبا للنجدة،
لكن لن ولن يأخذ أحد بيدكَ.
لن يوقفكَ أحد على رجليكَ.
لا تصدق البتة،
فالجميع هم موتى الذنوب والخطايا،
ليس هناك بار ولا واحد،
ومن ادعى بغير ذلكَ فهو مثل النعامة،
هو يخفي بوسه، وكل شقائه.
فتلك أيضا طريقة أخرى كل متدين، الذي لا يحرك ساكنا.
أنظر إلى الجريح على طريق أريحا،
لا شكّ أنّه، يستغيث، لكن دون جدوى !
لا أحد يسعفه،
لا الكاهن الذي عرف وحفظ الشريعة، وكانت جزء من حياته.
وقفت الشريعة عاجزة بوجه الجريح،
فما هو جدوى الشريعة للإنسان أنْ كانت لا تحرره !
وها هو اللاوي، يجتاز إلى الطرف الآخر،
وأنْ التمس المعاذير، إلا أنّه أيضا عاجز لاسعاف الجريح.
أنظر إلى المقعد عند بركة بيت الرحمة.
هو لا يجد الرحمة سوى الاسم،
هو لا يجد ( حسدا)*، بل بجد حسدا
فالكل في بيت حسدا، ينتظر بتقرب، بلهف، بشغف،
ينتظر تحرك المياه،
متى يحرك الملاكُ الماء،
وهنيئا للذي يأخذ المبادرة، في الحال، وينال الشفاء،
والويل كل الويل، لمن لا معين له!
يبقى أربعين سنة إلا اثنتين،
يترقب الفرج.
" إذا متُّ ظمآن فلا نزل القطرُ "*.
لو كان الأمر مقترنا برحمة الناس،
لما تحقق شفاء،
ولا خلاص.
لبقي مجنون كورة الجدريين، ينعي حياته،
كل أيّام حياته،
هائما على وجهه في قفار الحياة،
‘لى أنْ توافيه المنية، ويستريح من العذاب الذي كان فيه.
وماذا عن المرأة النازفة الدم ؟
والمرأة الفينيقية التي كانت لها ابنة مجنونة؟
وماذا عن بارتيماوس الأعمى، الجالس على قارعة الطريق، يستجدي عطف الناس ونقودهم، بردائه المهلهل ؟
من الموسف والمحزن، أنْ يتلفت المرء، كائنا من كان،
يتلفت تارة هنا وطورا هناك،
بحثا عن الزيت والخمر،
وهما فقط عند المسيح، لا غير
هما عند السامري الصالح.
فمهما كان الداء،
ومهما اشتد مرض الخطيئة،
هناك يسوع فقط،
فهو لا يزال يثول " تعالَ إليّ ".
هو الذي يريح، ويرحم ويخلص إلى التمام.

* بيت حسدا يعني بيت الرحمة
* مقطع صدر بيت الشعر هو لأبي فراس الحمداني


صبري يوسف
روتردام-هولندا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تعــال إلـى يســـوع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
باطنــــــــــــــــــــــــايا :: المنتدى المسيحي :: كتب ودراسات مسيحيه وتفاسير-
انتقل الى: