باطنــــــــــــــــــــــــايا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

باطنــــــــــــــــــــــــايا


 
الرئيسيةالرئيسيهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مرثــاة إلى عُرفة !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sabri D. yousif
المشرفين
sabri D. yousif


ذكر
عدد الرسائل : 83
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 20/10/2007

مرثــاة إلى عُرفة !! Empty
مُساهمةموضوع: مرثــاة إلى عُرفة !!   مرثــاة إلى عُرفة !! Icon_minitimeالأربعاء يناير 09, 2008 2:17 pm

مرثــاة إلى عُرفة، كنة نُعمي
راعوث14:1


كم هو محزن حقا،
أنْ تدوسي على الحياة، وتختاري طريق الموت، بمحض إرادتكِ
أنْ تغرقي المعابر،
أنْ تتعثري في الاختبار،
بعد أنْ استوعبتِ الدرس جيدا، وعلى ظهر القلب.
بعد أنْ أتاكِ قبس من النور،
أنْ أنْ أزال النور ظلمة حياتكِ،
فعرفتِ حقا، وبكل يقين،
إله الآلهة، ورب الأرباب،
عرفتِ يهوه الله،
إله الانقاذ والخلاص،
الإله الذي أنقذ شعبه من بيتِ العبودية، في أرض مصر،
وحمله على أجنحة النسور،
قاده عبر البحر إلى أرض تفيض لبنا وعسلا.
عرفتِ معاملات الرب الإله مع شعبه،
لكنّكِ انتكصتِ على عقبيكِ،
ووقفتِ مطرقة الرأس،
رغم إنّ وقوع البلاء هو أهون من انتظاره.
أنتِ أعطيتِ القلب راحة واطمئنان،
وكأنّ لا شيء يخيفكِ في الحياة،
وكأنّ العالم بأسره تهاوى تحت قدميكِ،
ما دام قد تقارب الأسود والأبيض لديكِ.
لا شكّ، إنّكِ تعودين إلى الحياة العتيقة،
الحياة الصاخبة، المليئة بالخطايا والذنوب،
أنتِ تعودين إليها، ومن أوسع أبوابها،
لتسيري قُدُما نحو مستنقع مظلم، لا تحمد عقباه،
فذلك هو الارتداد المقيت،
ولا شيء غير الارتداد،
فأنتِ والارتداد صنوان، واسم واحد.
فالماضي ينهض كما تنهض العنقاء من فوق رمادها،
والماضي يجذبكِ نحوه بكل ثقله،
يحلّق فوق آمالك ليل نهار،
يعيد إليك سنوات زواجكِ، العشر،
وذكر موت (كليون) زوجكِ،
يحمل إليكِ، كل الذكريات الهدامة،
حتى يبقيكِ أسيرة له كل الأيّام.
هو يذكركِ بالمبادئ الباطلة التي تشربتْ نفسكِ منها حتى الثمالة،
يذكركِ بإله (كموش)، الذي تعبدتِ له رزحا من الزمن.
وكلما حاولتِ الانعتاق، والافلات من قبضته الفولاذية،
والانقلاب أيضا على الذات،
كلما شد بقوته عليكَ وأسركِ،
حتى تسقطي في أحضانه الباردة، لتبقي جزء منه.
لذا عرفتِ كيف تتسربلي برداء الرياء،
حتى تدغدغي القلوب،
وتسكبي العبرات،
وتصرخي بحيرة قاتلة،
فذلك هو أقل ما يقال عن الكنة، وخاصة عندما يتعلق الأمر مع الحماة،
عندما يحين وقت الافتراق، الذي لا يتلوه لقاء قط.
أنتِ سرتِ الهوينا،
سرتِ تتذرعين أرض موآب،
سرتِ أبعد قليلا عن المرات السابقة،
سرتِ، لكي تسويين الأمر، وإلى الأبد !
لكن من دون أنْ تجتازي عقبات،
أو حواجز، أو تتخطي الممنوعات،
أو تعبري فوق الخطوط الحمراء الملتهبة،
التي لا تتفق مع شريعة آبائكِ، ولا آلهتكِ.
يكفيكِ أنّ البيت لم يصر بعد بوحشة القبر،
ما دام ( كليون) يرقد على ثرى موآب.
ويكفي أنْ تنظري إلى العالم شرقا وغربا،
من فوق المرتفعات،
من أعلى جبال (نبو)،
من (بيت فغور)،
من (باموث بعل)،
من ( حشبون)، من (ميدبا)، من (ألعالة).
هل يتحتم عليكِ أنْ تهبطي إلى قلب الوادي بأنفاس لاهثة متقطعة؟
وتعبري نهر الأردن،
وتري البحر الميت، الذي يأخذ ولا يعطي.
ومن ثم، تبدأي رحلة الصعود، إلى أريحا،
وبعد ذلك تأخذي، طريق الدم،
طريق القتل،
طريق اللصوص وقطاع الطرق،
لتضعي خطواتكِ في أورشليم.
ورحلة أخرى إلى بيت لحم (إفراتة)،
أليس حقا مجرد خطوات في الظلام،
ضجة صاخبة من أجل شيء تافه ؟
وماذا في بيت لحم ؟
ألمْ تكون إلى وقت قصير، تصرخ،
تتضور جوعا،
تفتكُ بأبنائها، تقتلهم،
وترسلهم إلى أراضي أخرى ؟
انسلي يا (عُرفة) بكل هدوء،
وتنفسي الصعداء،
فقد انتهى الأمر،
فأنتِ كنتِ ولا زلتِ رهينة،
لمبادئ متهرئة،
لتقاليد غريبة،
لذهن رفض أنْ يتجدد، ويجعل الله في معرفته.
أنتِ كنتِ رهينة للذات،
فتمرغتِ في الحمأة حتى إلى هامة رأسكِ،
فتعبدتِ لها،
الذات، التي يلوي نيرها الأعناق،
وذبحت لها القرابين،
وتركتِ الإله الحقيقي.
حقا أنتِ كنتِ تتقدمين خطوة، وتؤخرين خطوتين.
لأنّ حياتكِ كانتِ في الظلام، رغم إشرقة النور عليكِ
صبري يوسف
روتردام-هولندا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مرثــاة إلى عُرفة !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
باطنــــــــــــــــــــــــايا :: المنتدى المسيحي :: مشاركات الاخوه الاعضاء الدينيه-
انتقل الى: