باطنــــــــــــــــــــــــايا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

باطنــــــــــــــــــــــــايا


 
الرئيسيةالرئيسيهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لماذا كان عيسى مسؤولا عن خطيه ادم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
khademjesus
نائب المدير العام
نائب المدير العام
khademjesus


ذكر
عدد الرسائل : 324
تاريخ التسجيل : 08/09/2007

لماذا كان عيسى مسؤولا عن خطيه  ادم Empty
مُساهمةموضوع: لماذا كان عيسى مسؤولا عن خطيه ادم   لماذا كان عيسى مسؤولا عن خطيه  ادم Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 14, 2007 1:36 am

4 - لماذا كان عيسى مسؤولاً عن خطية آدم حسب زعمكم، ومطالباً بالتكفير عنها؟
من المسلم به أن أحداً لا يستطيع خدمة الحقيقة إلا إذا سمى الأشياء بأسمائها الحقيقية, وعلى هذا الأساس أراني ملزماً بأن أذكرك بأن اسم المسيح هو يسوع وليس عيسى هكذا قال ملاك الرب جبرائيل لأمه مريم العذراء وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذا يَكُونُ عَظِيماً، وابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى ـ لوقا 1: 13-23 .
يعلم الكتاب العزيز أن الله خلق الإنسان على صورته في البر وقداسة الحق, وعاهده عهد الحياة على شرط الطاعة الكاملة لوصاياه, وهاك النص كما ورد في سفر التكوين فَخَلَقَ اللّهُ الْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللّهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ,,, éوَأَخَذَ الرَّبُّ الْإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا. وَأَوْصَى الرَّبُّ الْإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ والشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ ـ تكوين 1: 27-28، 2: 15-17 .
وعاش آدم ردحاً من الزمن في فردوس الله في حالة من الطهر, متمتعاً بشركة روحية مع الرب الإله, وهذه الشركة الروحية كانت ملأت قلب آدم وفكره بالسعادة,
كان آدم بسيطاً وفي البساطة قرب من قلب الله, وكان وديعاً وفي الوداعة مسحة من روح الله وكان مؤمناً والإيمان هو اليد التي تتناول بركات الله وكان باراً, وفي البر قبس من نور الله, ومع ذلك فقد سمح الله بأن يمتحن آدم, وكان موضوع الامتحان، هل يحتفظ آدم بمكانه من الطاعة والولاء لله؟ كان هناك وصية والوصية حداً بين ما يحق لآدم وبين ما يمنعه عليه, وبكلمة أخرى كان قصد الله من السماح بامتحانه أن يتعلم أبو البشر بأن هناك فاصلاً بين الحلال والحرام وأنه لإثم أن يتعدى هذا الفاصل وقد جعل كل هذا بأسلوب رمزي ميسور في ثمر الشجرة الممتنعة على آدم,
وسهولة الامتحان ظهرت في التجربة التي جاءت من الشيطان فهذا الغاوي تقدم من حواء في ناصح تهمه مصلحة الأبوين الأولين, وقد بادر حوار بسؤال بسيط في ظاهره، ولكنه مبطن بالخداع,
أَحَقّاً قَالَ اللّهُ لَا تَأْكُلَا مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟ ـ تكوين 3: 1 .
وكأن الماكر يقول هل من المعقول أن الله الذي خصكما بكل هذا الحب, وأحاطكما بكل هذه العناية، ووفر لكما كل هذه السعادة يمنعكما من أن تأكلا من كل أشجار الجنة الموهوبة لكما,,
أُخذت حواء بالكلام الماكر، الذي صاغ به الشيطان سؤاله, فغشيها شيء من الشك في صلاح وصية الله وفي ظل الشك أجابت:
مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللّه: لَا تَأْكُلَا مِنْهُ وَلَا تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا ـ تكوين 3: 2-3 .
لاحظ كيف أن حواء لما اعتراها الشك، زورت كلام الله بأن زادت عليه كلمة لا تمساه وهذه الزيادة أوقعتها في مخالفة فظيعة، وهي تقويل الله ما لم يقله, ولكي يزيدها الشرير شكاً في صلاح الله وحق وصيته أردف قائلاً:
لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللّهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللّه عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ والشَّرَّ ـ تكوين 3: 4 و5 .
كان لكلام الغاوي لون المنطق المقنع بأن الله لأجل منعها ورجلها من مساواته في المعرفة، قيدهما بتحذير يبدو أنه غير صادق, فاجتاح الشك قلب حواء, ولم تلبث أن استجابت لغواية عدو الخير وللمرة الأولى رأت حواء أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلْأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ ـ تكوين 3: 6 .
وهكذا سقط الأبوان الأولان, سقطت المرأة لأنها سكت في أمانة الله وصلاح وصيته، ولأنها أرادت أن تماثل الله بالمعرفة, ولم تكتف بكسر الوصية الإلهية، بل أشركت رجلها معها، فنقض عهده مع الله، وتعدى حدوده، والخطية هي التعدي ـ 1 يوحنا 3: 4 ـ ولما كانت أجرة الخطية هي موت ـ رومية 6: 33 ـ وقع المخالفان تحت قصاص الله، وفقاً لإنذاره تعالى يوم تأكل منها موتاً تموت ـ تكوين 2: 17 ـ ومعنى الموت هنا ليس انحلال الجسد في القبر، بل هو موت النفس بخلودها في العذاب الأبدي,
سقط آدم فوقع تحت طائلة الدينونة، فقال الله له مَلْعُونَةٌ الْأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لِأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ ـ تكوين 3: 17-19 .
بعد هذا طرده الرب الإله من جنة عدن مع امرأته، فهاما على وجههما يضربان في الأرض بأتعاب وآلام ثم أنجبا نسلاً وكان نسلهما بالطبع مطروداً فاقداً ميراثه بالفردوس وبديهي أن يأتي نسلهما ضعيفاً رازحاً تحت ثقل العصيان الموروث, على أرض لعنت بسبب الإنسان,
في الواقع أن الأبوين الأولين لم يصبحا بعد سقوطهما خاطئين وحسب، بل مورثين للخطية أيضاً، كما هو مكتوب بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِا لْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَه كَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ ـ رومية 5: 12 . وإنه لمن العبث أن يُقال إن خطية آدم لم تنحدر إلينا, وأن كل إنسان يولد بقدرة كاملة على اختيار الخير والشر, إذ لا أثر لخطية أبوية فيه, وأنا لا أدري كيف جاز لأصحاب هذا الراي أن يجزموا بهذا الأمر هكذا بينما حقيقة كتاب الله تناقضهم، وتسد عليهم الطريق وعملياً ألم يكن آدم نائباً عن الجنس البشري حين تعاهد مع الله عهد الحياة؟ بلى, لأن كل الوعود التي أعطاها الله له, كانت له ولنسله وعندما لفظ الحكم عليه، لعنت الأرض لهم كما لعنت له وكتب لهم أن يأكلوا خبزهم بعرق وجههم كما كتب له وتسلط الموت عليهم, كما تسلط عليه, وأيضاً أوجاع الولادة التي كتبت على حواء قصاصاً ما زالت تعانيها كل بنت من بناتها وقد أدرك الفيلسوف الكبير أبو العلاء المعري هذه الحقائق فقال:
هذا جناه أبي عليّ ---- وما جنيت على أحد
وكيف يجوز أن نسلم بآثار الوراثة العميقة في الحياة, في شتى وجوهها، ولا نسلم بالميراث الآتي إلى الإنسان من خطية أبويه الأولين؟ إن اختبارات البشر في كل جيل وعصر لتصرح في فزع مستمر مع داود النبي: هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُّوِرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي ـ مزمور 51: 5 .
قال العالم الانكليزي الشهير هاكسلي: لا أعلم أن هناك دراسة انتهت إلى نتيجة تعسة للنفس كدراسة تطور الإنسانية فمن وراء ظلام التاريخ تبين أن الإنسان خاضع لوضع فيه يسيطر عليه بقوة هائلة إنه فريسة واهنة عمياء لدوافع تقوده إلى الخراب، وضحية الأوهام لا نهائية, جعلت كيانه العقلي هما ثقيلاً، وأفنت جسده بالغموم والمتاعب ومنذ آلاف السنين لا يزال هو هو, يقاتل ويضطهد ويعود ليبكي ضحاياه, ويبني قبورهم وهل يحتاج أحد إلى هذه الشهادات الصارخة الآتية عبر التاريخ لكي يلمس هذه الحقيقة؟ ألا يكفي أن ينظر الإنسان إلى أعماق نفسه, ويتحسس ميوله ونزواته ليعلم أن ناموس الخطية ساكن فيه,
يكفي أن نلقي نظرة على المجتمع البشري، لنلمس هذه الحقيقة عند كل إنسان وهي أن الجميع فَسَدُوا وَرَجِسُوا بِأَفْعَالِهِمْ. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلَاحاً ـ مزمور 14: 1 ـ وقد وصفهم إشعياء النبي بالقول: أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالُ إِثْمٍ، وَفِعْلُ الظُّلْمِ فِي أَيْدِيهِمْ. أَرْجُلُهُمْ إِلَى الشَّرِّ تَجْرِي وَتُسْرِعُ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ الّزَكِيِّ. أَفْكَارُهُمْ أَفْكَارُ إِثْمٍ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ. طَرِيقُ السَّلَامِ لَمْ يَعْرِفُوهُ، وَلَيْسَ فِي مَسَالِكِهِمْ عَدْلٌ ـ إشعياء 59: 6-8 ـ ووصف إرميا النبي القلب البشري بأنه اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ ـ إرميا 17: 9 .
في الواقع أن وجود الخطية في حياة كل إنسان أمر لا يجهله أحد لأن فساد الطبيعة البشرية, ظاهر للحس في عجز الإنسان عن حفظ الناموس الأدبي من تلقاء نفسه، حتى بتوبته الذاتية, فهذه عرضة للفشل, إن كانت لا تلقى معرفة الروح القدس، مما يؤكد خلو النفس البشرية من البر الأصلي الذي كان لآدم قبل السقوط,
يكفي أن نلقي نظرة عابرة على تاريخ الجريمة عبر الأجيال لكي نجد الدليل الحاسم على فقدان الإنسان طبيعة الصلاح وأخذه طبيعة الفساد وأول ما ظهرت طبيعة الفساد الموروثة كان في جريمة القتل الأولى, التي اقترفها قايين بن آدم بحق أخيه هابيل, ولماذا قتله؟ أليس لأنه كان شريراً؟ ولماذا يخاصم أحدنا الآخر، أليس لأن طبيعة الشر متأصلة فينا؟ ولماذا تحارب أمة أمة أخرى، أليس بفعل شر الأفراد حينما يتكتلون؟
أجرة الخطية:
جاء في الكلمة الرسولية أن أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ ـ رومية 6: 23 . وجاء في الكلمة النبوية أن اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ ـ حزقيال 18: 20 .
فآدم وحواء حين سقطا ماتا الموت الروحي، الذي هو الانفصال عن حياة الله, قال العالم كلونيوس: أن نوع الموت المشار إليه هنا يعرف من نقيضه، أي نوع الحياة التي سقط منها, والواقع أن آدم وحواء, انفصلا عن الله بنتيجة سقوطهما وفقدا الشركة الروحية الجميلة الحلوة المقدسة مع خالقهما المحب, وكذلك في الانفصال عن حياة الله، فقدا ذلك الشوق المقدس للمثول في حضرة الله عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَا خْتَبَأَ آدَمُ وامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الْإِل هِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ ـ تكوين 3: 8 ـ اختبئا لأن أول عواقب السقوط الخجل، وهما قبل كل شيء اجتهدا لستر جسديهما وأن ثانيهما الخوف، وهما هربا واختبئا, هكذا نقرأ في الكتاب العزيز آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ ـ إشعياء 59: 2 .
رهيب هو هذا الحكم لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت ولكن هل ضاع الامل، هل مات الرجاء بعودة الإنسان إلى فردوسه الضائع، وبرجوع طهارته المفقودة؟ كلا إن الرجاء لم يمت، لأن الله محب كما هو عادل، وبالحب وهب للأبوين الأولين الشفاء وبعث في قلبهما الرجاء,بينما هما مختبئان نادى الرب الإله آدم، وقال له اين أنت ـ تكوين 3: 9 . الاستفهام هنا للتوبيخ فكأنه تعالى قال يا آدم لماذا هربت مني، بعد أن كنت تسرع إليّ مسروراً بلقائي؟
فأين كنت وإلى أين صرت؟ نعم, هكذا فتشت محبة الله الغنية بالرحمة عن الإنسان، الذي خلقه الله على صورته كشبهه، ودبرت أمر خلاصه فكانت فكرة الفداء,
محبة الله تتدخل:
لما كان الله فائق الكمال في كل صفاته، ومن كمالاته الفائقة العدل والصدق, وبما أن عدله وصدقه لا ينكفئان, حكم على تعدي الإنسان بالموت الأَدي قصاصاً, ولكن كما أن لله عدلاً وصدقاً لا ينكفئان, له أيضاً محبة لا تنكفئ محبة عجيبة، لا تعرف الحدود في الغفران وهذه المحبة العجيبة شملت الإنسان بغناها في الرحمة، وفقاً لقوله له المجد مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذ لِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ ـ إرميا 31: 3 . هذه المحبة المتفاضلة جداً، دبرت خلاص الإنسان الضعيف بالفداء ليحيا وفقاً لقوله له المجد حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لَا أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا ـ حزقيال 33: 11 .
وبكلمة أخرى أن الكتاب المقدس يعلم بأن الله عادل وفضله الأدبي يحمله على معاقبة كل خطية فإيفاء المسيح الذي يحصل المغفرة للخطيئة قدم للعدل الإلهي الترضية وغايته الأصلية الجوهرية، ليس التأثير الأدبي في المذنبين أنفسهم, ولا العمل التعليمي في غيرهم من الخلائق العاقلة بلا الإيفاء لما يطلبه العدل, حتى يكون الله عادلاً إذا برّر الخاطئ,
قال المحامي الشهير سيرجنت برنتس في ختام دفاعه عن أحد المتهمين قرأت في كتاب ما أن الله في مشورته الأزلية سأل العدالة والحق هل أخلق الإنسان؟ فأجابت العدالة كلا، لأنه سيدوس جميع شرائعك وسننك ونظمك وقال الحق لا تخلقه لأنه سيكون قبيحاً وسيسعى دائماً وراء الباطل متكلماً بالكذب حينئذ قالت المحبة أنا أعلم أن هذا سيكون ولكني مع شر الإنسان وفساده, سأتولى أمره وسأسير به خلال الطرق المظلمة إلى أن آتي به إليك,
أجل يا صديقي أن الله في البدء خلق الإنسان على أحسن تقويم ولكن الإنسان لم يثبت في كماله، بل سقط واندفع وراء الباطل ولكن محبة الله تأنت عليه، ولم تشأ أن يهلك, فدبرت له خلاصاً كاملاً شاملاً أبدياً بيسوع المسيح وقد دعانا سؤالك إلى التأمل في هذا الخلاص الكامل الشامل الأبدي، لنرى حاجة الإنسان إليه بل لنرى ضرورته وحتميته عند الله, ونعرف السبيل إليه، وما هي آثاره في حياة الإنسان الحاضرة والأبدية, لعلنا ندرك نظرة المسيحية الكاملة للفداء,
حين نتلو رواية التكوين التي أوحي بها إلى رجل الله موسى، ونتأمل في ما صنعه الله لستر عري آدم وحواء نلمس الحقيقة بقول الكتاب العزيز وَصَنَعَ الرَّبُّ الْإِلهُ لِآدَمَ وامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا ـ تكوين 3: 21 . هذا يدل على أن الحيوانات ذبحت في الفردوس ولم يتحقق نصاً أن الإنسان كان يتخذ لحوم البهائم طعاماً, إلا بعد الطوفان ولم يكن طعامه قبلاً سوى البقول والأثمار وسائر الأطعمة النباتية, ولم يكن بكر من ذبيحة، قبل أن تدخل الخطية الأرض فإن كانت تلك الجلود من جلود البهائم، ثبت أن الله علم آدم على أثر سقوطه في الخطية أن لا مغفرة بدون سفك دم وبهذا رسم عهد الذبائح الكفارية، التي مورست في ما بعد في العهد القديم، وكانت رمزاً إلى حمل الله يسوع, الذي بذبيحة نفسه يرفع خطجية العالم,
وإننا لنعلم من الكتاب المقدس أن ذبيحة الدم التي قدمها هابيل، لم تكن إلى ظلاً للفداء العتيد، وعملاً يتفق مع فكر الله بل أنها من وحين وإلهامه ـ تكوين 4: 4 . وكذلك الكبش الذي أعطاه الله لإبراهيم ليفدي به ابنه اسحق، لم يكن إلا رمزاً للفداء العظيم الذي أعده الله منذ الأزل بذبيحة المسيح العتيدة ـ تكوين 22: 1-14 . وأيضاً خروف الفصح الذي أمر الله موسى وشعبه أن يقدموه في مصر، لم يكن إلا رمزاً بارزاً لفصح عهد النعمة الجديد، الذي فيه ذُبح يسوع المسيح ـ تكوين 12: 1-42 ـ بدليل قول رسول الأمم بولس لِأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لِأَجْلِنَا ـ 1 كورنثوس 5: 7 .
وإذا راجعنا التاريخ نرى أن أتقياء العهد القديم، عاشوا آلاف السنين في ظل الناموس، الذي أعطي لموسى وهذا الناموس أتاح لهم التكفير عن خطاياهم، بواسطة قرابين من الذبائح الحيوانية وثمار الأرض, إلا أن أحكامه الصارمة كانت توقع العقوبات على كل متعد,
حين خرج نوح من الفلك، نهاه الله عن أكل الدم ـ تكوين 9: 4 ـ وسبب هذا النهي ظاهر من آية ناموس موسى، بها تتبين طريقة القرابين الدموية والقصد منها, وهي وَكُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي وَسَطِكُمْ يَأْكُلُ دَماً، أَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ النَّفْسِ الْآكِلَةِ الدَّمَِ وَأَقْطَعُهَا مِنْ شَعْبِهَا، لِأَنَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ، فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ، لِأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ ـ لاويين 17: 10-11 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لماذا كان عيسى مسؤولا عن خطيه ادم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
باطنــــــــــــــــــــــــايا :: المنتدى المسيحي :: كتب ودراسات مسيحيه وتفاسير-
انتقل الى: