سیبو تبحث فی العراق عن متهمین بالقتل
تقوم الشرطة السرية السويدية سيبو الآن، في محاولة اخيرة منها، للوصول الى الاشخاص الذين كانوا وراء عملية اغتيال ضابط استخبارات صدام حسين المنشق علاء مجيد، الذي هرب الى السويد في العام 1983 طالبا اللجوء، لكنه وجد مقتولا ومقطع الاوصال في العام 1985 في منطقة خارج سودرتاليه.
وكان البوليس السويدي قد حقق حينها مع بعض المتهمين لكنه اطلق سراحهم فيمابعد. فيما صدر القاء القبض ضد امرأة. متهمة باستدراجها ضابط استخبارات صدام الهارب علاء مجيد الى شقة وسط العاصمة ستوكهولم، حيث تمت الجريمة، وقد قامت هذه المرأة بمغادرة السويد بعيد عملية القتل بيومين.
ولم يجر التطرق الى هذه القضية الا في العام 2003 ، اي بعد سقوط نظام صدام حسين، حيث وجهت اصابع الاتهام الى السفارة العراقية خلال تلك الفترة والى محمد سعيد الصحاف الذي شغل بين اعوام 1985 و1987 منصب السفير العراقي في ستوكهولم.
وللتعرف عن اسباب فتح هذه القضية الآن بالذات، وقبل عامين، فقط، من اسقاطها ، حسب القانون السويدي. سألنا رئيس الادعاء العام المتابع لهذه القضية توماس ليندستراند قال:
”لم يجر اغلاق ملف هذه الجريمة في الواقع، وهذه المرأة التي تدعىى جميلة تم اصدار امر بالقاء القبض عليها في العام 1985 ، ومن الواضح ان القتيل كان احد مخابرات صدام حسين، وقد تم العمل بكل مايمكن عمله في هذه القضية هنا في السويد. ولكن هناك بعض الاجراءات التي كان يجب القيام بها في العراق. وقد كان من غير الممكن اجراء ذلك لان لم تكن هنالك امكانية لطرح سؤال على صدام حسين لاكون القتيل كان احد عملائه”.
ويواصل رئيس الادعاء العام القول من ان ”ملف القضية كان على الدوام مفتوحا، لكن العراق دخل حروب وقد حدثت حرب في العراق العام 2003، والوضع ليس هادئا في العراق الآن ايضا، ولكنه مختلف قليلا عما كان عليه الوضع في زمن صدام حسين، حيث نامل الحصول على معلومات حول هذه القضية”:
وهنالك عامل اخر يذكره رئيس الادعاء العام توماس ليندستراند لم يفسح المجال للقضية ان يستمر التحقيق فيها وهو اغتيال رئيس الوزراء السويدي الاسبق اولوف بالمه:
”ثم حدث شئ، لايمكن نسيانه. ففي اواخر فبراير العام 1986 جرى اغتيال اولوف بالمه، والسويد بلد صغير وجميع القوى والامكانات انصبت باتجاه حل قضية الاغتيال هذه”.
قضية مقتل ضابط مخابرات صدام حسين المنشق ماجد حسين، الذي وجدت جثته مقطعة وموضوعة في اكياس في منطقة، خارج سودرتاليه، تم فتحها مجددا العام 2003، حيث تم رفع شكوى قضائية ضد محمد سعيد الصحاف، وزير الاعلام في نظام صدام حسين وكان سفيرا للعراق في السويد حينئذ. وعند سؤالنا رئيس الادعاء العام توماس ليندستراند حول امكانية استجوابه؟ قال:
”ليس هنالك نية في استجواب الصحاف، لانه لم يكن في الفترة التي جرت فيها حادثة القتل قد اصبح سفيرا في السويد وانما جرى ذلك، حسبما اتذكر، بعد العثور على جثة القتيل بنصف عام”.
الشرطة السرية السويدية سيبو نشرت صورة المتهمة التي يقال انها اغرت القتيل. وبعثت الشرطة الصورة الى صحف عراقية راغبة عن هذا الطريق الحصول على ارشادات عنها، وعن مايتعلق بها، وعلى سؤالنا الى رئيس الادعاء العام حول فيما اذا كان ثمة سبيل آخر للحصول على معلومات عن المتهمة،غير نشر صورتها في الصحف قال توماس ليندستراند:
”لم ننجح في الحصول على معلومات بطريقة اخرى. وهذه المرأة مطلوبة دوليا حيث هنالك مكرة توقيف بحقها، لكن لم يتم اي شئ حد الآن، ونحن لدينا صورتها لكننا نعلم بان الاسم الموضوع على جواز سفرها هو ليس اسمها الحقيقي.
هذا الاسم يعود الى امرأة اخرى اكبر سناً، وربما هي الآن، ربما في عداد الاموات، ومعنى هذا ان المرأة المطلوبة دخلت السويد بجوازسفر مزور، وهذا ما نعرفه نحن ايضاً”.
هذا ويرغب الادعاء العام بانهاء هذه القضية، قبل ان يغلق ملفها في العام 2010، حسب القانون السويدي، اي بعد مرور خمسة وعشرين عاما.
والشرطة السرية السويدية سيبو اعلنت الآن عن اسمين آخرين مطلوبين للتحقيق في مقتل ضابط الاستخبارات الصدامية المنشق علاء مجيد، قبل عشرين عاما. الاثنان كانا قد غادرا العراق بعد عملية القتل بوقت قصير، حسب صحيفة سفينسكا داغبلادت التي قالت انها نشرت لقاءا مع الضابط القتيل في عام 1984 كشف فيه اسباب تركه صدام حسين واستخباراته، ووعد الصحيفة بكشف المزيد، كما تقول في عددها الصادر اليوم، لكنه اغتيل بعد حوارها معه بوقت قصير.
الأحد نوفمبر 11, 2007 3:49 am
