تنبأ قديما النبي حزقيال عن الولادة الجديدة، حيث قال: " وأرشّ عليكم ماء طاهرا فتطهرون من كل نجاستكم ومن كل أصنامكم أطهركم. وأعطيكم قلبا جديدا وأجعل روحي في داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم، وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها " حزقيال25:36 - 27.
غير أنّ اليهود فسّروا النص، على أنّه يختص بالوثنيين الذين لا يخلصون، إنْ لم يتهوّدوا ويختتنوا ويحفظوا سائر الفرائض اليهودية
العبارة: الولادة الجديدة، أو الولادة الثانية، أو الولادة مرة أخرى، تعني حلول حياة الله في المؤمن. ليستْ الارتفاع عن مستوى حياة الذات، إلى الحياة الروحية. ولا هي السعي إلى المثل العليا، ولا هي محاولة بلوغ ما في نفوسنا من مقدرات سامية
الولادة الثانية، هي أيضا ليست إصلاحا للحياة القديمة أو العتيقة، ولا هي تهذيبا إجتماعيا، لأنّ كل إنسان هو شرير منذ حداثته، ولا رجاء لتحسينه، من دون عمل روح الله. يقول المرنم: " هكذا بالإثم صورتُ وبالخطية حبلتْ بي أمي " مزمور 3:51. وأيضا قوله : " الكل قد زاغوا معا فسدوا ليس من يعمل صلاحا ولا واحد " مزمور 3:14
الولادة الجديدة، هي التجديد الروحي الداخلي، نتيجة عمل قوة الله في حياة الفرد. وتأتي عبارة الولادة الجديدة في إنجيل يوحنا، حين قال الرب يسوع لنيقوديموس، الذي زاره في الليل، قال: " إنْ كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أنْ يدخل ملكوت الله. . . لا تتعجب إنيّ قلتُ لكَ ينبغي أنْ تولدوا من فوق ".يوحنا 3:3، 7
وقد كان قصد الرب يسوع، أنّ جميع الناس هم خطاة في نظر الله، فقلب الإنسان الخاطئ الطبيعي، ميت في الذنوب والخطايا. وهذا موت روحي حقيقي. وعليه فالخاطئ أو الخطاة، بحاجة لعملية التجديد. عليهم أنْ يولدوا ويتجددوا، بواسطة روح الله العامل يوحنا 3:5- 8. فعمل روح الله هو تجديد الخطاة، الذين يقبلون يسوع المسيح بالإيمان يوحنا 10:3 - 21. ومن غير الإيمان لا يحصل تجديد. ومن دون التجديد لن يحصل المرء، كائنا من كان على حياة أبدية
تحصل عملية التجديد في المرء، في اللحظة التي يقبل بهاويؤمن بالرب يسوع. ففي الحال تكون خطاباه قد غفرت، ويكون قد وَلَدَ مرة أخرى بواسطة قوة الروح القدس، الذي يعمل بالنيابة عن السيد المسح
فالولادة الجديدة هي عمل حاسم من قبل الله، لا تتكرر ولا يمكن إلغائها
هناك أيضا عبارات مشابهة في الكتاب المقدس، تصف نفس فكرة الولادة الجديدة. قال الرسول بولس: " إنْ كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة " 2 كورنثوس17:5، وقال أيضا: " وإنْ كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما " 2 كورنثوس 16:4. فهذا التغيير يجعل المؤمن المتجدد، يقول مع الرسول بولس: " أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني " فيلبي 13:4
كان ذلك ينيف أكثر من خمس عشرة سنة، حين سكب الله من فيض مراحمه عليّ، إذ اختبرتُ نعمة الولادة الجديدة، من خلال وعظ عن اختبار الولادة من فوق، في إحدى كنائس بيروت، لكي أبدأ مرة جديدة العلاقة التي انفصمت، بسبب الخطيئة. الإله العظيم الذي افتقدني، ولم يسلم نفسي إلى الموت
صبري يوسف
روتردام - هولندا
الأربعاء نوفمبر 14, 2007 2:50 pm