حذر الرب يسوع بشدة من التعاليم الباطلة، التي من شأنها أنْ تعثر الآخرين، حيث قال: " لا يمكن إلا أنْ تأتي العثرات ولكن ويل للذي تأتي بواسطته. خير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر من أنْ يعثر احد هؤلاء الصغار " لوقا1:17، 2. كما تنبأ الرسول بولس عن ظهور تعاليم كاذبة في الأزمنة الأخيرة، إذ قال: " ولكن الروح يقول صريحا إنّه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحا مضلّة وتعاليم شياطين. في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم " 2تيموثاوس1:4، 2. وأكد أيضا الرسول بطرس على هذا الأمر، فقال: " احترسوا من أنْ تنقادوا بضلالة الأردياء" 2بطرس17:3.
لماذا يستحيل انتقال العذراء إلى السماء بالروح والجسد، كما تقرّ بذلك الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، كعقيدة أساسية لا يتتجزء عن العقائد الأخرى؟
هناك عدة أسباب، سأكتفي بسببين، هما:-
(1) كان الموت الذي ابتلى به الجنس البشري، لعنة، نتيجة رفض الإنسان وصية الله، الذي قال: " وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنّكَ يوم تأكل منها موتا تموت " تكوين16:2. والموت كما يقول عنه سليمان الحكيم هو عبارة عن" فيرجع التراب إلى الأرض كما ترجع الروح إلى الله الذي أعطاها " جامعة7:12. فالله جبل الإنسان من التراب، ونفخ فيه نسمة الحياة. فعندما يموت هذا الكائن الحي، ينفصل الجسد الترابي عن الروح، ليتمّ قول الرب الإله: " لأنّكَ تراب وإلى تراب تعود" تكوين19:3.
ويفسر الرسول بولس الموت بأنّه " نقض بيت الأرض" 2كورنثوس1:5. وأيضا بطرس الرسول يقول: " خلع مسكن " 2بطرس14:1. لذا فنحن كلما كنا في الجسد، نكون متغربين عن الله، وبالعكس، إذا خلعنا الجسد كمؤمنين نكون في حضرة الله " وبعد أنْ يفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الله " أيوب26:19.
هذه هي قوانين السماء، وليس لكائن من كان أنْ يضرب بها عرض الحائط، أو أنْ يستثنى منها. وها هو شهيد المسيحية الأول ( استفانوس)، " يدعو ويقول أيّها الرب يسوع اقبل روحي" أعمال59:7، ولم يقل قط، اقبل روحي وجسدي. فالمؤمن عندما ينتقل إلى السماء، أو يلبس " صورة السماوي" 1كورنثوس 49:15. وهذا ينفي جملة وتفصيلا ، المزاعم الكاذبة، التي تخالف كلمة الله، بخصوص انتقال الدم واللحم" إنّ لحما ودما لا يقدرا أنْ يرثا ملكوت الله " 1كورنثوس 50:15. والسبب هو أنّ الجسد الذي هو قابل للموت لا يمكن أنْ ينال الخلود " الفاسد لا بد أنْ يلبس عدم الفساد وهذا المائت يلبس عدم الموت " 1كورنثوس52:15.
(2) عندما ينتقل المؤمن المسيحي الحقيقي إلى السماء، بالروح، فهو يترك الخيمة الأرضية، أو الجسد الترابي الأرضي، حيث يعدّ له لله مسكنا: " إنْ نقض باب خيمتنا الأرضي فلنا في السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد أبدي" 2كورنثوس1:5. وهذا المسكن، يكون مسكنا مؤقتا، إلى فترة اختطاف الكنيسة، التي تسبق مجيء المسيح ثانية. يقول بولس الرسول بهذا الصدد: " هوذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا نتغيّر في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير فإنّه سيبوق فيقام الأموات عديمي الفساد ونحن نتغير " 1كورنثوس51:15، 52، أيضا طالع 1تسالونيكي 13:4_ 17.
السؤال الذي يطرحه نفسه بالحاح، ليجد جوابا لدى أولئك الذين وضعوا أنفسهم في عنق الزجاجة، هو: ماذا يكون مصير الجسد الأرضي الترابي الذي انتقلت به العذراء مريم إلى السماء ؟ وإنْ أخذنا بدعوى فرضية انتقال العذراء بالجسد إلى السماء، فهي سوف تحرم أنْ تلبس المسكن السماوي الذي أعده الرب لكل مؤمن.
وعند الاختطاف سينزل الرب من السموات والأموات سيقومون، فأين ستكون العذراء ؟
ملحوظة: أيّ تعليق أو رد، على هذه المقالة، لا يتضمن إثباتات من الكتاب المقدس، يسعتبر كلاما فارغا، ومرفوضا، ولا يرد عليه.
صبري يوسف
رؤتردام-هولندا
السبت نوفمبر 17, 2007 2:57 pm