باطنــــــــــــــــــــــــايا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

باطنــــــــــــــــــــــــايا


 
الرئيسيةالرئيسيهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حرب الكلمات . . . ومتى تنتهي ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sabri D. yousif
المشرفين
sabri D. yousif


ذكر
عدد الرسائل : 83
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 20/10/2007

حرب الكلمات  . . . ومتى تنتهي ؟ Empty
مُساهمةموضوع: حرب الكلمات . . . ومتى تنتهي ؟   حرب الكلمات  . . . ومتى تنتهي ؟ Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 19, 2007 6:29 pm

من الأمور السيئة، التي تدمي القلب، وتبعث الأسى في النفس، هي أنْ يسعى نفر إلى أنْ يطلق لسانه، وينطق بغير صواب. وذلك من خلال الكتابات والمقالات، وبقصد واحد لاغير، إلى إنكار الحقائق، فيعمد إلى ليّ الكلمات وتحريفها، وتحميلها معانٍ أكثر مما تحتمل، وأنْ يلقي الكلام على عواهته، من دون أنْ يفقه شيئا لما يقوله، بسبب الجهل المطبق، أو لعلةٍ في نفسه، أو بسبب التعصب الأعمق المقيت. حيث يلجأ إلى أسلوب التسويف والمماطلة، والمراوغة، بغية تضليل الآخرين، وكمّ أفواه كل من يخالفونه في الرأي، باستخدام نصوص من الكتاب المقدس، لتأييد المواقف التي يتبناها، ولا سيما الفاسدة والمتهرئة منها، وكأنّ لا غبار عليها البتة.

هناك من تشرّب بالعقائد حتى إلى العظم والنخاع، وبات لا يرى أكثر من نفسه، وكنيسته، وراح بجوب أطراف المسكونة، تماا، مثل سفير متجول، يمثل كنيسته في مختلف المحافل والأندية، وعلى جميع المستويات والأصعدة، ليبشّر بمعتقداته. إذاً فليفتخر من شاء، أنْ يفتخر بكنيسته، وعقائدها، وبقادة كنيسته، ورجالاتها، رغم أنّ الافتخار يجب أنْ يكون في المقام الأول للرب. فالكنيسة عاجزة كل العجز انْ تخلص، ولا رجال الكنيسة، قادرين أنْ يخلصوا، ولا كائن من كان، لأنّ المخلص هو واحد فقط، واسمه يسوع، الذي بذل نفسه، ساكبا دمه على الصليب.

ماذا نرى في العقائد الكنسية، التي هي وبامتياز كبير، من صنع البشر، الذي يذهب مثل الريح ولا يعود ؟ نرى فيها العجب العجيب، نرى تناقضات، ومخالفات صريحة للكتاب المقدس ولنصوصه. نرى صورة سوداء قاتمة مثل الليل، عن المسيحية، التي هي بالأصل نور العالم. نرى أناسا يدّعون أنّهم مؤمنين، لكنهم يبحثون عن الفتات الساقط، ولا يطلبون خبر البنين. نرى أناسا، يلجئون إلى القديسين، ونسوا، أنّه دون القداسة، لا يمكن أنْ يروا الله. نرى صورة التدين، وهي تنتصب مثل تماثيل الالهة، وقد كتب في أسفلها (اعمل تخلص). ونقرأ أيضا كلاما غامضا، لا يفرق بين السماء ونار جهنم، بل يحث على انتهاز الفرصة للوصول إلى السماء، بإمكانيات بشرية بحتة. وقصارى القول، هناك استبدال وصفة طبية لمريض، موشك على الموت، بوصفة أخرى قاتلة له.

ويذهب البعض الآخر أبعد من ذلك، فيغدق من عندياته، الكثير والكثير من الامتيازات الفائقة، ويمنح من أوسمة الشرف، أرفعها، ومن الدرجة الأولى، للقديسين، بل ويطلق عليهم الصفات الإلهية بطريقة عشوائية تفتقر إلى المنطق، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال، أنْ تطلق، إلا على الآب السماوي، والرب يسوع المسيح، والروح القدس. فمن له دور الشفاعة والوساطة في غفران الخطايا والمصالحة ؟ ومن يمنح البركة والنعمة والرحمة غير الله المثلث الأقانيم ؟ ونحن البشر، كل البشر، من دون استثناء بحاجة ماسة إلى تلك جميعها. والويل كل الويل، لمن لا يعرف أين يضع قدميه، ويدّعي أنّه يستطيع أنْ يقرض الآخرين، وهو صفر اليدين، وخالي الوفاض، لا يملك شروى نقير.

أجل، ينبغي أنْ نقر بالرغم من الألم الذي يعتصر قلب كل مؤمن حقيقي، أنّ ظاهرة الجهل الديني للكتاب المقدس والأمور الروحية الأخرى، متفشية بشكل مريع ومخيف، في كثير من الأوساط المسيحية، التي يجب محاربتها من دون هوادة، ولا ينبغي السكوت عليها. رغم أنّ السبب الجوهري الكامن ورائها، واضح للكثيرين. فهو الانقسام الحاد في جسد المسيح، وأيضا التباين في العقيدة المسيحية، والتي لا يمكن غض الطرف عنها قط، ووجود مذاهب متعددة، ومحاولة كل طائفة، على التشديد، على إنّ تعاليمها، لا غبار عليها البتة، فهي تسلك في نور الرب، وعلى الآخرين أنْ يسيروا على هدى خطواتها.

في درس الفلسفة، نتعلم من الأبجدية، الكامات والأسماء المجردة ABSTRACT NOUN مثل الحب، الكراهية، الفقر، والجمال. . . ولنا في ذلك ملء الحرية في أنْ نناقش ونفسر، ونبدي الرأي في الكلمات والأسماء، بالكيفية التي نريدها، ومن المنظور الخاص الذي نراه، والذي ينسجم مع الواقع الذي نعيشه، من دون أنْ نرغم على القبول أو التمسك بتفسير واحد فقط. غير إنّ الأمر يختلف في المسائل الروحية، إذ ينبغي أنْ نقارن الروحيات بالروحيات، كما يقول الرسول بولس، وأنْ لا نفرط في الشرح، ولا نفرّط في مسائل أخرى، بغية دعم وجهات نظرنا نحن.

ما لم نستوعب الدرس الأول في المسيحية، ونعرف ( أبجدية الكتاب المقدس ) بصورة لا لبسَ فيها، لكي نستخدم الكلمات والعبارات، استخداما صحيحا، وأنْ نسمح في الوقت ذاته لروح الله حتى يرشدنا، ويقودنا إلى المعرفة الصحيحة، فيجري تغييرا جذريا في عقولنا وأذهاننا، فيحرق كل الحثالة، ويستأصل كل الشوائب، حتى نرى بعين الإيمان، المسيح، ونملأ من روحه كل حين، فنعيش ملكوته الحقيقي في حياتنا. تبقى الصراعات قائمة على قدم وساق، وتظل حرب الكلمات، تشعل أوار حرب ضروس.

صبري يوسف
روتردام - هولندا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حرب الكلمات . . . ومتى تنتهي ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
باطنــــــــــــــــــــــــايا :: المنتدى المسيحي :: اسئله واجوبه-
انتقل الى: