الوسيط، هو من يتوسط بين جماعات أو أفراد، بهدف أنْ يساعدهم حتى يسووا خلافاتهم، ويبرموا إتفاقا.
واعتيادي يكون الوسيط طرفا محايدا. والوسيط أو المصالح أيوب33:9، هو الذي يحقق المصالحة، في ظروف عدائية، أو عندما يكون الأفراد منقسمين، وغير قادرين على تسوية الخلافات.
وسيط العهد القديم
_________
المعنى العبري للتوسط هو ( ينصفJUDGE )، وقد استخدم هذا الفعل في معنى الوساطة " . . . ضعه ههنا قدام أخوتي وأخوتك فلينصفوا بين الاثنين" تكوين 37:31.
وقد أصبحت فكرة الوساطة لاحقا في التاريخ العبري، مقترنة بوظيفة الكاهن، الذي كان يقف بين الله وبين الإنسان، في الأمور الروحية. كما كانت كلمة الوساطة، تنطبق على النبي، الذي كان يخدم كوسيط بين الله والبشر في الحكم.
جعل العهد القديم من موسى، أنْ يكون له دور أساسي في الوساطة. إذ كان موسى الوسيط البشري الوحيد في عهد سيناء ( خروج 19:20-22 و غلاطية19:3 و عبرانيين2:3-5). فالنبي موسى، هو الذي قدم الذبيحة، وكرّس بيت هرون. أيضا تشفع من أجل الأمة اليهودية، وتكلم بكلمة الله كنبي، وأدار شئون الشعب.
موسى هو الشخص الذي يشبهه العهد الجديد بالرب يسوع، الذي هو وسيط العهد الجديد ( عبرانيين2:3-5).
يسوع وسيط العهد الجديد
____________
من منظور العهد الجديد، فالرب يسوع المسيح، هو إله كامل، إذ يمكنه أنْ يمثل الله للإنسان، وفي نفس الوقت، لكونه إنسانا كاملا، يمكنه أنْ يمثل الإنسان لله " لأنّه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح " (1 تيموثاوس5:2).
المسي هو وحده فقط يمكن أنْ يجلب المصالحة، لكونه يستطيع أنْ يدفع خطايا البشر كاملة، ويرضي غضب الله. وهو وحده يمكنه أنْ يأتي بالسلام الأبدي ( أعمال 11:15و 2كورنثوس 18:5و أفسس 1:7).
يسوع المسيح، هو الموضوع الأساسي في الرسالة إلى العبرانيين، فهو وسيط عهد جديد، وأفضل، عهدا أبديا (عبرانيين 27:7، 28و 19:5و 1:10 و 12:14).
كما إنّ المسيح يتكلم بكلمات الله: " الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني " يوحنا24:14.
الرب يسوع أكمل الوظيفة النبوية، كرئيس كهنة لبيت الله ( عبرانيين1:3-6). هو قدم نفسه فدية لكي يضمن الفداء، وهو يشفع لدى الله بالنيابة عنا "من هو الذي يدين. المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضا الذي هو أيضا عن يمين الله الذي أيضا يشفع فينا " رومية34:8. أنظر أيضا ( عبرانيين 25:7 و 24:9و 1يوحنا 1:2).
كما إنّ صلاتنا تقدم إلى الله، من خلال وساطته (رومية 8:1و عبرانيين 15:13). فهو أيضا ملك الموك، له كل السلطان في السماء والأرض ( متى18:28 و فيلبي 9:2-11و رؤيا 11:19-16).
لذلك يجب على المسيحي، أنْ لا يقلق بخصوص خلاصه، فالوسيط هو قادر على أنْ يخلص إلى التمام، الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم ( عبرانيين 25:7).
صبري يوسف
روتردام-هولندا
الثلاثاء نوفمبر 20, 2007 6:21 pm