السقوط على الأرض
مجموعة نثرية
لَمْلِم الجراحاتِ،
زمجر مثل الوحوش التي داخل الأقفاص وهي تحت السياط،
استبدل الكذب بالحقيقة
فأنتَ خاسر أكثر من أنْ تكون رابحا،
وأسدل عليكَ الستار،
فقد بلغَ السهمُ مقصده،
ووقعتَ في البلبلةِ.
سقطتَ أيّها الخضم العنيد،
وبات كلّ شيء ضائعا،
أنت في ضيقة يعقوب،
في الزمن الأخير،
لكَ زمان، وزمانان، ونصف زمانٍ،
وستأتي أيّامكَ مثل أوراق الخريف،
ألفا وماتين وستين يوما،
وأنتَ تعلمُ أنّ لكَ زمانا قليلا.
سقطتَ، فأنتَ منفي على الأرض،
لن تكون مثل إبرة في قشٍ.
لم تعد رئيس سلطانِ الهواء،
لم يعد لكَ الحقَ أنْ ترتفع إلى السموات،
وأنْ تتظاهر، وأنتَ الشرير،
أنْ تتقمص شكل ملاك نور،
وتخدع ملائكة قديسين،
وتدّعي أنّكَ حقا ملاكَ نور،
لتصعد إلى السماء الثالثة،
إلى سماء السموات،
حيث دائرة النور،
إلى حيث محضر الله نفسه،
وتتكلم بملء الحرية.
لن تشتكي فيما بعد،
على مختاري الله،
على المؤمنين،
وتجعل قلبكَ على أيوب،
وتقتل أولاده،
تلذذ بالدَسَم،
وحققْ ذاتكَ،
ولكَ أنْ تفعل ما تشاء،
وتوسع تخومكَ،
وتطاع دون إبطاء،
لتتمكن من تنفيذ كل رغباتكَ،
وتحقق ما يدور في خَلَدكَ،
أجلْ لا تدع شيئا يؤخرك أو يقف في طريقكَ،
لتكن الهرة التي لا تدع الفأر يعدو !
ولكَ أنْ تعقد آمالا على سعادة ترجوها من هذا المشهد الزائل،
أنْ تبغي السخرية من البشر في كل شيء.
هبْ كعاصفة هوجاء لتجتاح كل الأرض،
وتعبر كالسيف فيها،
وتقلع السنابل من أصولها،
وتجعل العالم على سعته بريّة ضيقة قفراء،
وأنْ لا تجعل الأمور تجري في أعنتها.
ألّب الناس،
وكل الشعوب والأمم، ضد الله،
أشعل في القلوب تار العداء،
واستغل سذاجة الآخرين وسرعة تصديقهم، وادفعهم للضياع.
اعمل، أعمل، فالأيام معدودة جدا.
صبري يوسف
روتردام-هولندا
الإثنين نوفمبر 26, 2007 5:20 pm