باطنــــــــــــــــــــــــايا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

باطنــــــــــــــــــــــــايا


 
الرئيسيةالرئيسيهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دينونة العرش الأبيض العظيم !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sabri D. yousif
المشرفين
sabri D. yousif


ذكر
عدد الرسائل : 83
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 20/10/2007

دينونة العرش الأبيض العظيم ! Empty
مُساهمةموضوع: دينونة العرش الأبيض العظيم !   دينونة العرش الأبيض العظيم ! Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 27, 2007 4:22 pm

يتضح من أسفار العهد القديم، والجديد، أنّ أحكام الله تتم من خلال التاريخ البشري، فالرسالة التي يقدمها سفر النبي دانيال، هي أنّ الله هو العلي المتسلط على مملكة الناس. وقد رأى دانيال في رؤياه، أنّ الدينونة هي عملية تقييم، بها توزن أعمال الله في قسطاط من العدل الإلهي. وإنْ استطاعت قدرة الإنسان الشريرة، أنْ تقاوم الله لفترة زمنية ما، إلا أنّها لن تستطيع أنْ تتغلب نهائيا، لأنّ الله يتداخل في الدينونة، ليقضي على الشرير ويسحقه.
يقول يوحنا الرائي: " ثمّ رأيتُ عرشا عظيما أبيضا والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع " رؤيا11:20.
هذا هو وصف العرش والديـّان. فهذه الدينونة ( دينونة العرش الأبيض العظيم ). لا تقام على الأرض، ولا في السماء، لكنها ستقام في الفضاء، بعد احتراق الأرض بنار. العرش هو عظيم ورهيب، هو أبيض، أيْ في غاية الطهارة والنقاوة، بسبب عِظَم وضوحه، وغياب الدم من هذا العرش، يرينا أنّ الدينونة هي بلا رحمة. والعرش هو عظيم، بسبب عَظَمة الجالس عليه، وأيضا بسبب الأحداث التي تجري قبله، لأنّ العظماء (غير المؤمنين) سيقفون أمامه، وبدل أنْ يقول لهم: " تعالوا إليّ "، سوف يكون قول المسيح الصريح هذه المرّة: " اذهبوا عني يا ملاعين".
أجل، هذا هو مبدأ الدينونة، فهي تجري بحسب طبيعة الله القددوس. أمّا الجالس على العرش، فمخيف. هو صاحب المجد والجلال، إنّه الرب يسوع، ذلك " لأنّ الآب لا يدين أحد بل قد أعطى كل الدينونة للابن" يوحنا22:5. وهو " المعيّن من الله ديانا للأحياء والأموات " أعمال42:10. فجميع الذين لم يقبلوا الرب يسوع المسيح، مخلصا شخصيا لهم، سوف يقفون للدينونة، حيث يدانون على إهمالهم قبول الرب يسوع، ورفضهم إياه، ولأنّ أسمائهم ليستْ مكتوبة في سفر الحياة (رؤيا15:20).
تسجل السماء، أسماء بني البشر، مع كل أعمالهم وأفكارهم وأحاسيسهم. ومع إنّ كثيرين من الناس عاشوا وماتوا مغمورين ولم يجعل لهم التاريخ اسما يذكر، إلا إنّ تاريخهم مسطّر في أسفار الله.
سيقف أمام عرش الله كل أولئك الذين ماتوا منذ أنْ لَفَظ الله اللعتة على الجنس البشري. سيقف غير المؤمنين، من أيّام العهد القديم، وعصر الكنيسة، ومن الضيقة العظيمة، ومن أيّام الحكم اللفي. وحيث تفتح الأسفار، لن يقدر أحد أنْ يهرب، لأنّ البحر والموت والهاوية قد أعطوا من كان هناك.
كما إنّ النتيجة التي سوف تتمخض عنها تلك الدينونة، لا يمكن البتُ فيها مرّة أخرى. لا اعتراض، ولا استئناف هناك، ولا محاكم مزيفة، تفتقر إلى أبسط قواعد العدل، كالتي تجري على الأرض، التي نعجز في كثير من الأحيان عن تطبيق العدالة، في إحقاق الحق، وإنصاف المظلومين، وردع المجرمين.
إنّ أولئك الذين رفضوا الخلاص المجاني، الذي قدمه الله في شخص السيد المسيح، على خشبة الصليب، سوف يجكم أولئك على مصيرهم الأبدي، وأسماؤهم لن توجد في سفر الحياة والخروف. إذ إنّهم سوف يُطرحون في بحيرة النار والكبريت، التي ستكون مأهولة بالشيطان وضد المسيح ( الوحش)، والنبي الكذاب. فهذا هو الموت الثاني، الموت الأبدي، وليس القطع الأبدي، كما ينصوره أعداء الصليب.
مما لا ريب فيه، إنّ هذه الأمور ليستْ مسرّة لنا كمؤمنين، ولا لله. لا أحد يحبذ فكرة العذاب الأبدي، فكرة لهيب النار، وفكرة الخوف. هذه كلها تفزعنا. لكن لنتذكر جيدا، أنّ أولئك الناس الذين سوف يتعذبون، هم بأنفسهم وعن سبق إصرار، اختاروا أنْ لا يضعوا ثقتهم في الرب يسوع، بل عملوا على سحق قلبه. هم أعطوا قفاهم لنعمة الله، وصمّوا أسناعهم عن صوت الحق، وصمموا أنْ يعيشوا بعيدا كل البعد عنه. وقصارى القول، كان ذلك اختيارهم غير الموفقز وإلا كان عليهم أنْ يتجنبوا النهاية المأساوية المفجعة، التي لا تغيير فيها البتة.
فالكتاب المقدس، يقدم للجميع، للكل أمم وشعوب العالم، ومن دون استثناء، طريقة واحدة فقط، بغية الخلاص، والنجاة من الغضب الآتي. هو يقدمها بلغة واضحة المعاني، لا لبس فيها ولا غموض، لا تقبل الخطأ ولا التأويل، وهي: " توبوا وارجعوا عن كل معاصيكم ولا يكون لكم الإثم مهلكة. اطرحوا معاصيكم التي عصيتم بها واعملوا لأنفسكم قلبا جديدا وروحا جديدة . فلماذا تموتون. . . لأنّي لا أسرّ بموت من يموت يقول السيد الرب. فارجعوا واحيوا " حزقيال 30:18-32.
الله ليس بمنتقم، ولا هو متقلب المزاج كما يحلو لأعدائه أنْ يصوره. هو لا يسبب ذلك العذاب، بغية أنْ يسخر بالناس، أو يستمتع بصرخة متألم متوجع. كلا، فالدينونة تتبع من قداسته، فهو بار وقدوس. لا أحد يأخذ شيئا أكثر أو أقل مما يستحقه. فالله يحكم بالعدل.
عندما تزعجنا وتقلقنا أسئلة عن العذاب الأبدي، علينا أنْ نتذكر، ونتأمل في كلمات خليل الله ( إبراهيم): " أديـّان كل الأرض لا يصنع عدلا " تكوين35:18. فعلى الإنسان الخاطئ الأثيم، عليه أنْ يأخذ في عين الاعتبار، مسألة حيوية وخطيرة، وهي أنّه سوف يؤدي في النهاية، حسابا عسيرا لله، بغية أنْ يكون كل شيء في خاتمة التاريخ مطابقا تماما لمقاييس العدالة الإلهية.
صبري يوسف
روتردام-هولندا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دينونة العرش الأبيض العظيم !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
باطنــــــــــــــــــــــــايا :: المنتدى المسيحي :: اسئله واجوبه-
انتقل الى: