باطنــــــــــــــــــــــــايا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

باطنــــــــــــــــــــــــايا


 
الرئيسيةالرئيسيهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 (2) ليْسَ لَكِ الليْلُ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sabri D. yousif
المشرفين
sabri D. yousif


ذكر
عدد الرسائل : 83
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 20/10/2007

(2)  ليْسَ لَكِ الليْلُ Empty
مُساهمةموضوع: (2) ليْسَ لَكِ الليْلُ   (2)  ليْسَ لَكِ الليْلُ Icon_minitimeالسبت ديسمبر 01, 2007 4:07 pm

ليسَ لكَ الليل
مجموعة نثرية
ليْسَ لَكِ الليْلُ،
فالليْلُ هوَ لمنْ أغلقَ ذهنهُ عن المعرفةِ،
لمنْ يعمَلُ كلّ شيءٍ حتى يَحجِبَ صوتَ الضمير،
ويحيا حياةً لا تتفقُ مع مقاييس ومعايير الله.
هو لمن لا يبالي بالحقِ،
ولا يحتملُ عصا التأديب،
لمن تسربلَ بالشكِ، وأبى أنْ ينزلَ عن السفاسف.
هو لمنْ تخلّفَ عن الحقيقةِ، وانتفى روح الفرح منْ حياته،
واكتفى بمظهر الأشياء دون جوهرها،
أدركَ أنّ أيّامه المقبلاتِ ستكون كئيبة مظلمةٍ،
فانحَسَرَ بين الحاضر والقبرِ،
فسيطرَتْ عليه الأوهام،
بعد أنْ وَجَدَ فيها ينبوعا لا ينضَبُ من المسرّة الكاذبة المزيفة،
ونوعا من العزاء التافه،
كالمستَغيثِ من الرمضاء بالنار،
فإذا به يرخي قبضتيه على كل ما أمْسَكَ به.
الليْلُ هو لمن مََرَض من صورةِ الخَمْرِ،
وصار العود والطَرَبُ وليمتَه،
ووَجَدَ في كَلِماتٍِ تكلى تعزيةً،
يتَغنّى بها، ليَضرِم أشْواقَه،
وَيؤججَ الحَنينَ إلى الماضي بما فيه من ذكْرَياتٍ.
راحَ يطْنبُ الليْلَ في مديحِ لا ينتهي،
ما دامَ هو يَهْرفُ بما لا يعرفُ،
حتى يعسْعِسَ الوَسَنُ على جفْنيهِ،
فينامَ في قلبِ الظلمةِ،
بغيَةَ أنْ يتَصيّد الرؤى الكاذبةَ،
بعْدَ أنْ أخّذتْهُ أحلامَ الغفوَةِ واليقظَة،
كلّ ايّام حياتهِ، مرات، ومراتٍ،
لكي تحمِلَ له الأمنياتِ.
الليْلُ هو لكلّ من بقيَ نكرةً لا يعرف به أحد،
ولا يريدُ أنْ يمْعنَ النظر في النورِ،
يسعى إلى راحته وملذّاته.
هو لمنْ ليسَ له هارب، ولا قارب،
لمنْ تتجهُ ميولهُ نحو الخطيئة،
فلمْ يضطر إلى تركِ الحياة العتيقة،
ولا الأعمال الباطلةِ،
بل قَلَبَ القصْدَ رأساً على عَقِبٍ،
فاختار لنفْسهِ مصيراً كهذا المصيرِ.
الدعوةُ لم تفكه من كلّ الربطِ الدنيوية،
لذا اكتفى بمستوى العالمِ،
بعْدَ أنْ وَجَدَ معبرا بينه وبينض العالمِ.
الليلُ هو لكلِ منْ انطفأتْ جذوةُ فرحه،
فغرقَ ميتا في الطبيعة القديمة.
هبط في مهاوي اليأس،
وسيطرَ عليهِ هاجسُ الموتِ،
فظلّ يعلّقُ بصرهُ على باب القبر،
بعدَ أنْ دسّ الوهم الكاذبُ في عقلهِ،
وراحَ يعلّل النفْسَ بأباطيلَ لا طائل تحتها.
صبري يوسف
روتردام-هولندا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(2) ليْسَ لَكِ الليْلُ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
باطنــــــــــــــــــــــــايا :: المنتدى المسيحي :: كتب ودراسات مسيحيه وتفاسير-
انتقل الى: