باطنــــــــــــــــــــــــايا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

باطنــــــــــــــــــــــــايا


 
الرئيسيةالرئيسيهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 (3) ليْسَ لَكِ الليْلُ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sabri D. yousif
المشرفين
sabri D. yousif


ذكر
عدد الرسائل : 83
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 20/10/2007

(3) ليْسَ لَكِ الليْلُ Empty
مُساهمةموضوع: (3) ليْسَ لَكِ الليْلُ   (3) ليْسَ لَكِ الليْلُ Icon_minitimeالسبت ديسمبر 01, 2007 8:16 pm

ليْسَ لَكِ الليْلُ
مجموعة نثرية


تخلّصي من الشوائبِ والأدرانِ،
ما دام الصبحُ قد طلعَ،
وهو يتسربلُ في غلالة بهيّة.
ألا تتحرقي إلى معرفة الحقيقة، كلّ الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة ؟
فرياح التغيير قد هبّتْ،
ولن تنتهي أو تهدئ إلا بالتغيير!
لتقلبَ الأمور رأسا على عَقِبِ،
وتهدم أسوار الشرِ،
وقلاعَ الخطيئة،
فقلبُ النهار يخاطب أبناءَ النورِ،
والأمر لن يكونَ نقطة تحوّل في مسارِ الأحداثِ،
ولا في عجلة الدورانِ.
لن تُشرّع لَكِ أبواب الجنّة،
وتدعوكِ إلى الولوج إليها.
إنّ الأمر ليعجز القولُ عن وصفه،
فمحاولة كهذه، سوفَ تسلبُكِ الإرادة،
وإلى الحرمان من الحياة والحرية، والفرح،
وتكوني مصدر تقريع ضمير دائمٍ لا ينتهي،
إذ لنْ تلومي إلا نفسكِ،
بعد أنْ تنتهي بكِ مغامراتكِ إلى الوقوع في الفخِ،
في قبضة الفشل،
ما دامت هناكَ ثمّةَ معركة دائرة رحاها.
أجل، سوف لنْ تفقهي أيّ شيء من الحياة،
أو تخترقي حُجبَ اللغزِ،
أو فهمَ سرّ الحياةِ والموتِ.
الويْلُ كلّ الويلِ،
لمنْ توارى تحتَ طيّات الظلام،
وعَصِفتْ في قلبه عاصفةَ الخوف.
لمنْ تَرَكَ إناء الحكمةِ،
ولم يدرك فسادَ عملهِ، بل عاشَ على ما يراهُ الغير،
الويلُ لمن أخطأ فهمَ الحقيقة والحقِ،
وزخر قلبه بالباطل والضلال،
ووجدَ من الكذِبِ والرياءِ ما تستهوي بهِ نفسهُ.
الويلُ لمن لا يعْرف ظهرَ يده، ولا يعْرفُ الأشياء الأخرى،
لا يعْرفُ ماهية هذا التغيير، فيختار البقاءَ في عبودية الخطيئة.
الويلُ لمن وجد نفسه في حالة الوحْشةِ والفقر الروحي، وسلكَ درب التدين،
فأوصد الباب حتى لا يدخل النور، فظلّ مجهولا لا يرى النورَ.
الويلُ لمن سأمَ النورَ، ولم يسرِ على خطاه،
لمن لا يعلن الحقّ كلهُ، من دون أنْ يكتمَ أو يخفي منه شيئا،
لمن لا يذيع الأخبار السارة،
ولا يعربَ عن مدى عميق شكره وامتنانه،
لمن لا يتجلى عليه الفرح، عند بزوغ الفجر،
وطلوع الشمس والنهار السعيد.
بل تتسربُ إلى ذهنه أكاذيب سامة، إذ يبقى فكره محصورا في دائرة الليلِ، وظلامهِ الحالكِ السوادِ،
وفي أعماق أوجاع الدجى التي لا قرار لها !
يبقى قلبهُ سادرا في غيّه، مرتبطا بالولاء للظلمة،
وسائرا في فَلَكِها،
ينبشُ الماضي الذي عفا عليه الزمن،
ويجتري أحداثهُ الأليمة،
وكل ما تولده من ذكرياتٍ،
يتحاجج، ويتعلل، ويتذرع بأعذارٍ واهية،
بأباطيل الحياة,

صبري يوسف
روتردام-هولندا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(3) ليْسَ لَكِ الليْلُ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
باطنــــــــــــــــــــــــايا :: المنتدى المسيحي :: كتب ودراسات مسيحيه وتفاسير-
انتقل الى: