باطنــــــــــــــــــــــــايا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

باطنــــــــــــــــــــــــايا


 
الرئيسيةالرئيسيهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ولادة المسيح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
layla
اعضاءالهيئه الاداريه للمنتديات
اعضاءالهيئه الاداريه للمنتديات
layla


انثى
عدد الرسائل : 616
العمر : 67
تاريخ التسجيل : 10/10/2007

ولادة المسيح Empty
مُساهمةموضوع: ولادة المسيح   ولادة المسيح Icon_minitimeالسبت ديسمبر 08, 2007 6:06 pm

ولادة المسيح
( القراءة الكتابية تكوين 3: 9-15)



مظاهر عيد الميلاد
قبل اكثر من اربع سنوات كنت اتمشى مع صديقة لي في مدينة (اوترخيت ) في هولندا، حين لمحت لي بطريقة لا تخلو من الزهو والفرح، وهي تقول، إنّ الملكة سارت في ذلك الشارع، في يوم الملكة ، ضمن الزيارات التي قامت بها لهذه المدينه .كذلك تشهد مدينة روتردام مهرجانات سنوية صاخبة لتحي ذكرى يوم الموانئ العالمي، اذ تقوم سفن كبيرة بزيارة ميناء المدينة الذي يعتبر اكبر ميناء عالمي. غير إن هناك زيارة عظيمة لاتمحى من الذاكرة يعرفها القريب والبعيد، قام بها الله نفسه الى الارض منذ ألفين سنة تقريبا، بغية ان يعيد الامور الى وضعها الطبيعي لكي يصلح العلاقة التي اصابها الدمار بينه وبين البشرية ،نتيجة فعل الخطيئة وايضا لكي يصالح الانسان الذي ركب رأسه وسار في طريق اخرى، وترك الامور على وضعها بعد ان بلغ به اليأس الى حد المأساة .

تختلف الاحتفالات بهذه المناسبة السعيدة بين المسيحيين، باختلاف البلدان التي يستوطنوها ، والاختلاف كذلك قائم حتى بين طائفة وطائفة اخرى، وعلى وجه العموم كثيرا ما تقترن الاحتفالات تلك بمطاهر الصغب والفوضى، وفي اقامة الزينة في الشوارع والكنائس والبيوت ولقاء الاحباب والاصدقاء واعداد وجبات غذائية كيرة يتخللها السكر واحيانا لعب القمار، حتى كنائسنا لاتقدم سوى القراءات المعروفة حول قصة ميلاد المسيح، من دون ان تزيد على الامر شئ جديدا.

والمؤمنون الحقيقيون، هم وحدهم من يجدون في هذه الفرصة المقدسة مناسبة روحية مقدسة لدرس الكلمة والاستغراق فيها،والتأمل في الاخبار السارة وفي حكمة الله العظيمة، البعيدة الغور غير متناهية، التي دفعت بالسماء لكي تهب من اجل القيام بعمل جذري لخلاص الجنس البشري من براثن الخطيئة والموت الاكيد، ومن التحرر من نير عبودية الشيطان وسلطانه، بعد ان غرق الانسان الى هامة رأسه في بحر من الذنوب والخطايا ،وحيث عمت الفوضى العالم بأسره ، ونشرت الخطيئة الخراب والمرض والموت بين البشر. وفي هذه الاوضاع المؤلمة يتجسد الابن ويأتي الى العالم الذي دنسته الخطيئة ونشرت الشر والتعاسة وقاده الشيطان الى الفوضى والصراع على مختلف اشكاله .كانت هناك حاجة ماسة لايجاد وسيلة لتحقيق الصلح بين السماء والارض.

من هونسل المرأة ؟
ان للقول (هو يسحق رأسك وانت تسحقين عقبه ) مغزى طبيعي، فالحية تقتل الانسان عن طريق عضه في قدميه اما الانسان فانه يقتل الحية عن طريق سحق رأسها. على ان العقوبة الالهية في هذا القول تتعدى حدود الحية ، لتصل الى الشيطان نفسه، الذي هو الصورة للحية القديمة. واذا أخذ هذا القول بالمعتى الفردي، فنسل المرأة ليس سوى المسيح الذي اتم النصرة على الشيطان. ففي رسالة غلاطية 4:4 نقرأ :" ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه مولودا من أمرأة تحت الناموس". وهذا الابن وفق تعبير النبي اشعيا ( هو عمانوئيل ) أي الله معنا والترجمة الحرفية ( الله مع الشعب )وهو ايضا بحسب قول الرسول بولس : ( الله الذي ظهر بالجسد ) 1 تيموثاوس16:3. وهو نفسه الذي اشار اليه النبي اشعيا : " لانه يولد لنا ولد ونعطى أبنا وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا ألها قديرا أبا أبديا رئيس السلام " أشعيا 9 :6 .

على ماذا تدل ولادة المسيح؟
هناك أمور كثيرة تتكشف للمؤمن في تجسد وولادة الرب يسوع من العذراء مريم، وهي امور في غاية الاهمية .حاول الشيطان عبثا ان يقلبها رأسا على عقب ،لكي تظهر بمظهر اخر ولكي يبين للناس ان الله لم يعد يكترث للآنسان، لا من قريب ولا من بعيد وهو لايهمه صراخ الانسان الذي ملآ الارض ،ولا العذاب المرير الذي يلف حياته منذ الولادة وما بعد القبر، ولايهمه ان تبقى الارض تنبت شوكا وحسكا ولايهمه امر خلاص البشر .

(1)المحبة
ان الانسان بطبيعة الحال لايستحق من الله القدوس، غير الرفض والغضب والعقاب ، بسبب موقفه السلبي، و‘لانه العصيان لوصية الله، ونكرانه للجميل حين وضعه الله في جنة عدن، لكن رغم ذلك، فالله المحب، لم يقابل الإساءة بالإساءة، لكنه أظهر محبة فائقة تجاه الإنسان، فهذه المحبة هي AGAPE، ( المحبة المضحية، المحبة التي لا تعرف الحدود)، والتي هي تعبير صارخ عن التضحية والبذل والفداء، بأسنى معانيه. فالمحبة تمضي قدما بخطوات نحو الأمام، لتتخطى كل حدود الأنانية، وحدود الذات، وكل الحواجز التي تعتري طريقا. ذلك لأنّ المحبة الإلهية، كما يقول عنها الرسول بولس، في إصحاح المحبة ( الإصحاح الثالث عشر من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس )، لا تطلب لنفسها شيئا. إنها ليستْ محبة مشروطة، كما نعرفها ونعامل بها مع الآخرين، فنطلب لكل خدمة أجر، وليس هناك خدمة من غير دوافع شخصية وأنانية، أللهم إلا صدرت تلك من قلب مؤمن صادق.

إنّ هذه المحبة العجيبة الفريدة، بكل أبعادها، وجوانبها، ونتائجها، هي تأكيد صادق وصريح على أنّ الله يحبنا محبة كبيرة، نجهل نحن سرّها، نجهل نحن عمقها وعلوها، ونقف أمامها حائرين منذهلين. تقول كلمة الله: " هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " يوحنا 16:3. وهذه المحبة الإلهية تفنّد وتبطل كل المزاعم الباطلة، والأكاذيب التي تفوهت بها الحية، في حوارها المباشر مع حواء، من أنّ الله يريد أنْ يبقي البشر في جهل مطبق، حتى لا يعرف الخير والشر.

(2) حياة أفضل
إنّ الإنسان، لحظة عصيانه لله، حين أكل من الشجرة المحرمة، مات روحيا، هو انفصل عن الله، وانقطعت الشركة معه، فلم يعد الرب الإله، يمشي معه في الجنة، كما حكم عليه أيضا بالموت الجسدي. صار مثل غصن في الكرمة، لا يفيد شيئا إلا أنْ يطرح في التنور، بعد أنْ كان له ملء الحرية في أنْ يعيش في الفردوس إلى الأبد. وهكذا انتقل سلطان الموت إلى الإنسان. ولم يكن في مقدور الإنسان كائنا من كان أنْ يخرج من دائرة الموت الروحي ولا الجسدي، ما دامت أجرة الخطيئة هي الموت.

لكن حمداً وشكرا لله، فقد جاءت المبادرة من عنده، فإذ نحن كنا أموات في الذنوب والخطايا، مات المسيح من أجلنا، لكي نحيا نحن. فلو لم يكن الله الذي يقيم الموتى ويبادر إلى إحياء البشر لكانت تلك ضربة موجعة للإنسان ومستقبله الروحي، ومصيره الأبدي، لكن صانع الحياة، الذي جبل الإنسان من تراب الأرض ونفخ في أنفه نسمة الحياة، له وحده السلطان على أنْ يكسر شوكة الموت، ويزيل الهاوية. ويقول الإنجيل بفم المسيح، بأنّه الحياة. كما ويخبرنا بعمل المسيح المعجزي، فهو أحيا ابنة يايرس، وأقام ابن الأرملة، وكذلك أقام لعازر من الموت. وأيضا المسيح قام في اليوم الثالث من بين الأموات.

يقول المسيح: " أمّا أنا فقد أتيتُ لتكون لهم حياة وليكون لهم حياة أفضل"، هو لم يأتِ ليعطي الحياة فقط، بل لكي يغمرنا بالنعمة. وهو الذي وعد أنْ يمنح الحياة الأبدية لكل من يؤمن به. فالحكم الذي صدر على الإنسان بالموت الأبدي، يستطيع المسيح هو فقط أنْ يغيره، إلى قرار له وليس ضده، ويبرّى ساحته من الذنب، ويعيد له الكرامة، كما في السابق، قبل أنْ يتمرد على وصية الله. هو يصدر قرارا بمنح الإنسان الحياة الأبدية، التي هي تماما نقيض الموت والعذاب والظلمة. وهكذا كتب للإنسان المؤمن به، الذي قبل شخص المسيح، أنْ ينتقل من الموت إلى الحياة الأبدية. كل ذلك بفضل السيد المسيح، الذي هو نفسه الحياة ومصدرها.

(3) لينقض أعمال إبليس
إنّ الباعث على مجيء المسيح، أيضا هو أنْ ينقض أعمال إبليس بالكلية، ويكشف زيف إدعاءاته، وأباطيله، وأكاذيبه، ويفشل موآمراته، ويقلب خططه رأسا على عقب. إنّ رئيس العالم، أو إله هذا الدهر، سُحبَ البساط من تحت رجليه، وها هي مملكة الظلمة والشر، تتعرض إلى أعنف هجوم كاسح، وإلى ضربات قوية متتالية، وإلى تمزق، وإلى حالة فوضى وارتباك كل يوم، بل كل لحظة. فتتقلص وتتقطع إلى أشلاء صغيرة، وبالتالي تتحول إلى خراب ودمار، ما دام الرب يسوع، أعطى أتباعه السلطان، لكي يدوسوا على الحيات والعقارب، وقوة العدو. فالحية القديمة، ولّتْ هاربةً بوجه الزحف المقدس، ولم يعد في مقدورها أنْ تبدي أيّة مقاومة، وأنّ المشتكي طرد من محضر الرب، ولم يعد له مكان، لكي يشتكي على مختاري الله، وأنّ الأسد الذي كان يجول ويزأر، تهشمت أنيابه، وبدأ يهرب أمام جحافل النور.

نحن نعلم جيدا، الدور الذي يقوم به إبليس في العالم، لكي يحبط خطط السماء، ويشكل جبهة عريضة من أولئك الذين وضعوا يدهم بيده، ويقاوموا النور. ورئيس سلطان العالم، هو الذي يقوم بدعم كل الأعمال الشريرة المرفوضة لدى الله، وهو الذي يدفع بالكثير من الناس لكي يختاروا السير على طريق الخطيئة، وهو يساهم في زرع الشر في العالم، وهو الذي يحرض العالم حتى يقف ضد الله، وضد امتداد ملكوت الله على الأرض.

(4) درس في التواضع
عندما نتأمل في ميلاد السيد المسيح، على الصورة التي يذكرها لنا الإنجيل المقدس، نرى بكل وضوح حالة الفقر التي كان يعاني منها النجار، يوسف،ومريم، في عدم تمكن هذه العائلة الصغيرة من أنْ تتمتع وتستأجر بيتا لتقضي فيه ليلة أو ليلتين هادئنين. لا شك أننا نتعلم من هذه العائلة الفقيرة، درسا بالغ الأهمية، في التواضع. فربّ السماء والأرض والخليقة كلها، الذي يعطي بسخاء، ارتضى طواعية، أنْ يضطجع في مذود حقير، في إصطبل للحيوانات. ما هو حال أبناء الملوك، وأبناء الطبقات ذات المنزلة الاجتماعية السامية، أين يولدون ؟

إنّ الطريق الذي انتهجه المسيح في تواضعه العجيب، لا شكّ يجرح بشدة كبريائنا، ويفضح ريائنا ويعري غرورنا! إنّ الارتفاع البغيض الكاذب الذي يدفعنا نحو الأعلى كل أيّام حياتنا على الأرض، كثيرا ما يحمل لنا عواقب وخيمة، إذ يجذبنا بقوة نحو الأسفل، نحو السقوط إلى الهاوية، وليس إلى فوق. فهو قد كل شيء يشغلنا بأمور تافهة لا تغني ولا تفيد، وبالتالي، يعيق تقدمنا على طريق النمو الروحي.

إنّه حقا درس مؤثر جدا لكل واحد منا حتى يتعلم التواضع، بالوضع الذي عرفه يسوع، وقام به وأنْ يكون التواضع حافزا قويا لكي نخلع عنا ثياب الكبرياء، لأنّ دون التواضع لن نسعد بالحياة الأبدية، ولن نرى ملكوت الله، ولن نتستطيع أنْ نأتي بأعمال البر والإحسان والعطاء تجاه كل من يعاني العوز.

إنْ كنا بالفعل نسير على خطوات السيد الرب، سوف نتدبر الأمر، ونعطي بسخاء، ونعرف من هو قريبنا، ولا نحاول بأيّ حال أنْ نتجاوز ذلك الغريب المتألم، تحت دعاوى وتبريرات باطلة، مثلما فعل الكاهن واللاوي.

إنّ حافز التلمذة الحقيقية، يدفعنا من جديد لكي نحمل في جعبتنا، الزيت والخمر، ومن غيرهما لا نستطيع أنْ نسير على طريق البذل، خطوة واحدة.

لقد ضرب المسيح مثلا عظيما في التواضع وهو طفل، وكذلك وهو المعلم، غسل أرجل التلاميذ. فكم بالأحرى، نحن من نسير على خطواته، أنْ نساهم مساهمة فعالة في افتقاد الأيتام والأرامل، نزور المرضى، ونرفع المعاناة عن المساكين والمعوزين الذين ينؤون تحت طائلة الفقر، والعوز والمرض. فالرب يسوع الذي هو رب الأرباب، وملك الملوك، ترك الأمجاد السماوية، كما ولم يكن له أين يضع رأسه، الذي يملك الكل، في الكل. هو افتقر من أجل أنْ نستغني بفقره.


ليلى كينا
روتردام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ولادة المسيح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
باطنــــــــــــــــــــــــايا :: المنتدى المسيحي :: مشاركات الاخوه الاعضاء الدينيه-
انتقل الى: