نشرت صحيفة "راديكال" في عددها الصادر صباح يوم الاثنين 24/12/2007 مقالة للكاتب الصحفي تولغا أكينار تحت عنوان "إحصائيات تؤكد أن 10 بالمئة من سكان تركيا سيتحولون إلى الديانة المسيحية حتى عام 2020" جاء فيها: "بينما لا تزال نشاطات التنصير في تركيا جارية على قدم وساق فقد تبين بأنه تم توزيع نحو ثمانية ملايين نسخة من الإنجيل خلال ثلاثة أعوام.. من الملاحظ أن النشاطات التنصيرية بدأت تحتل حيزا هاما من الجدل في تركيا خصوصا بعد الأحداث والجرائم المجهولة التي ارتكبت في السنوات الأخيرة.. واستنادا للتقرير الذي أعدته المخابرات التركية بتاريخ 24 إبريل عام 2001 وقدمته إلى مجلس الأمن القومي يتبين أن دعاة التبشير يكثرون بل يستغلون الناس في المناطق التي تتميز باختلافاتها العرقية والدينية.. ويتحدث التقرير الاستخباراتي عن أنه واعتبارا من مطلع عام 1800 بدأت العديد من الأوقاف والمدارس في تركيا بممارسة نشاطات التنصير.. وقال التقرير بأن هذه الأوقاف والمدارس والمستشفيات التي أسست في عهد الإمبراطورية العثمانية لا زالت تمارس نشاطاتها إلى يومنا هذا. وبينما يحذر التقرير من أن دعاة التنصير لا زالوا يمارسون نفس النشاطات الانفصالية التي بدءوها في القرن التاسع عشر فقد أشار إلى أن هذه النشاطات تقوم بها المراكز الأرمينية، واتحاد الكنائس الأوروبية، واتحاد الكنائس الأرثوذكسية واتحاد الكنائس العالمية التي لها نشاطات أيضا في مختلف بقاع العالم. ويتحدث التقرير عن النشاطات التنصيرية في تركيا كالتالي: " نسخ الإنجيل التي تم توزيعها منذ عام 1998 لغاية عام 2001 تجاوزت ثمانية ملايين نسخة. وهناك بعض المحطات الإذاعية في اسطنبول تقوم بحملات دعائية للتبشير باللغة التركية وهناك بعض دور النسخ التي تطبع خرائط انفصالية عن تركيا دون أن يتم اتخاذ أي إجراءات قانونية ضدها ومن بين هذه المطبوعات التي توزعها الكنائس أيضا جريدة شهرية باسم "كابسام" مناهضة للإسلام". ويتحدث التقرير عن أنه تم بناء 19 كنيسة في اسطنبول فقط خلال عام واحد (أي في عام 2001) عدا عن المنازل الكنسية مع أنه لا يوجد أي جماعات أو تكتلات مسيحية أساسية في الأماكن التي أشيدت فيها هذه الكنائس.. ويشير التقرير إلى أن دعاة التنصير يركزون خصوصا على استقطاب طلاب الثانوية والجامعات والفقراء والمحتاجين مقابل استغلال أي مشكلة في البلد لصالح التنصير وعلى سبيل المثال المشكلة الكردية. ولقد حضرت القوات المسلحة التركية تقريرا مشابها بتاريخ 20 سبتمبر عام 2006 بعنوان "تقرير الجيش عن فعاليات التنصير في تركيا" وقدمته إلى حكومة حزب العدالة والتنمية لتحذيرها من ازدياد هذه النشاطات في البلاد بشكل كبير مطالبة بضرورة تشريع قوانين عاجلة لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة. وطبقا لهذا التقرير العسكري، فإن الهدف من حملات التبشير لا يقتصر فقط على تنصير الأتراك فقط وإنما يشمل أيضا تجزيء البلاد وجاء فيه: " لقد رأى العالم خصوصا بعد حرب العراق بأن تركيا هي مفتاح الشرق الأوسط وأسيا لهذا هم ركزوا أغلب نشاطاتهم على تنصير الأكراد والعلويين بوجه خاص من خلال تكثيف عدد مكاتبهم في شرق وجنوب شرق تركيا لإشادة الكنائس فيها". ويقول التقرير بأن الهدف من هذه النشاطات هو تنصير نحو 10 بالمئة من سكان تركيا حتى عام 2020 وكبداية هم يطمحون إلى تنصير 50 ألف تركي مسلم حتى عام 2005 بينما يتم التركيز في الحملات على الطلاب واليتامى والفقراء والعاطلين عن العمل وصغار السن والجهلة بدينهم بالإضافة إلى الفئة التي تعيش فراغا نفسيا أو المتمردة على أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والشريحة التي ترى نفسها من الأقليات والمتضررين من الحرب أو الكوارث الطبيعة مثل الزلازل والسيول.. ويحذر التقرير العسكري من خطورة تركيز النشاطات التنصيرية في شرق وجنوب شرق تركيا على أمن ووحدة البلاد بينما يلحظ أيضا إلى تزايد أعداد المساكن الكنسية والتي تستخدم في عملية غسيل الأدمغة: " يوجد في تركيا 269 كنيسة و34 معبد يهودي يملكون إذنا رسميا بموجب اتفاقية "لوزان" التي تحمي الوضع الخاص للأقليات المسيحية الأرمينية الرومية واليهودية في بلدنا.. ومع الأخذ بهذا الرقم، فإنه لا يوجد أي مشكلة في ممارسة غير المسلمين لعباداتهم في هذه الأديار المرخصة من قبل الدولة لكن المشكلة الحقيقة أن دعاة التنصير يستأجرون وأحيانا يشترون بيوتا ودكاكينا ويستغلونها كمراكز لغسل الأدمغة وإقامة الطقوس الدينية والتعبد فيها بشكل غير قانوني نظرا لعدم وجود قوانين ناجعة لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة". |