وفى هذه الظهورات وغيرها ظهر اللَّه للآباء فى هيئات جسميَّة مرئيَّة مختلفة؛ فى شبه بشر أو ملائكة 00 إلخ، وبنفس الطريقة أيضًا ظهر ليشوع بن نون خادم موسي النبيّ علي أنَّه رئيس جند الرب وقال له " نَعْلَكَ مِنْ رِجْلِكَ, لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ هُوَ مُقَدَّسٌ " (يش5/13– 15). وهذا نفس ما سبق أنْ قاله اللّضه لموسي فى العليقة " اخْلَعْ حذائك مِنْ رِجْلِيكَ لأَنَّ اَلمْوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ هُوَ أَرْضٌ مُقَدَّسٌة ". وعند الإنتهاء من المهمَّة التي استدعت الظهور الإلهيّ كانت تنتهي مهمَّة الهيئات الجسميَّة التي لازمتها، فقد كانت ظهورات مؤقتَّة "
شبه " كما قيل عن موسي النبىّ " وشِبْهُ اَلْرَبِّ يُعَايِنُ " (عدد 12/ ، أو كما يقول القديس لوقا الإنجيلي عن حلول الروح علي الربِّ يسوع المسيح فى العماد " فِي هَيْئَةٍ جِسْمِيَّة مِثْلٌ حَمَامَةٍ " (لو 3/22)، وحلول الروح القدس على التلاميذ فى شكل السنة منقسمة " وَكَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ " (أع 2/3) .
(2) اسم ميخائيل يعني " شبيه باللَّه " أم " من مثل اللَّه "؟
ثمَّ يزعم السبتيٌُّون فى كتاباتهم أنَّ ميخائيل هو المسيح لأنَّ اِسمه، كما يزعمون، يعنى "
شبيه باللَّه"!! فتقول نبذتهم " من هو ميخائيل رئيس الملائكة؟" : " الآن دعونا ننتقل إلي العهد الجديد، إلي سفر يهوذا بالذات، والعدد التاسع :
ـــــــــــــــــــــــــــ
- 23 -
" وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجّاً عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ».". وهذه التسمية في الأصل تعني
" الذى هو شبيه بالله " . أ
ي أنَّ رئيس الملائكة ميخائيل هو شبيه بالله " 000الذي هو يسوع المسيح بذاته ".
وهنا يزعمون أنَّ ميخائيل هو المسيح لأنَّ اسمه يعني "
شبيه بالله" بحسب زعمهم!!
فهل كون اسم ميخائيل يعنى " شبيه الله " يكون هو اللَّه بالفعل؟ !! أليس هذا مجرَّد لعب بالألفاظ وتقرير عقائد بدون سند أو دليل؟ !! فقد ورد اسم " ميخائيل " فى الكتاب المقدَّس 15 مرة منها عشرة مرَّات لأسماء رجال من بنى إسرائيل هم:
(1) ميخائيل الذي كان اِبنه " ستور " ممثلاً لسبط أشير في الإثنى عشر رجلاً الذين أرسلهم موسي من بريَّة فاران لاستكشاف أرض كنعان (عد 13/13).
(2) ميخائيل أحد أبناء ابيجايل بن حوري من سبط جاد، وأحد الذين استوطنوا فى أرض باشان (1أخ 5/13- 14).
(3) ميخائيل بن يشيشاى (1أخ 5/14).
(4) ميخائيل بن بعسيا – وأبو شمعي وأحد اللاويِّين من بني قهات، وأحد أسلاف آساف أحد المغنِّين في بيت الرب فى أيَّام داود الملك (ا أخ 6/40).
ـــــــــــــــــــــــــــ
- 24 -
(5) ميخائيل أحد أبناء يزرحيا من سبط يساكر (1أخ 7/3).
(6) ميخائيل أحد أبناء بريعة من سبط بنيامين (1أخ8/16) .
(7) ميخائيل أحد رؤوس ألوف سبط منسي، الذين اِنضمُّوا إلي داود فى صقلع، وكان هاربًا من وجه شاول الملك (1أخ12/20).
( ميخائيل أبو عمري الذي أقامه داود الملك رأسًا لسبط يساكر (1أخ 2/1 .
(9) ميخائيل أحد أبناء يهوشافاط ملك يهوذا (2أخ 21/4) .
(10) ميخائيل أحد أبناء أو أحفاد شفطيا من الذين جاءوا مع عزرا عند العودة من السبي البابلي (عز 8/ .
فهل يكون كل واحد من هؤلاء هو اللَّه، المسيح، لأنَّ اِسمه ميخائيل ويعني، بحسب زعم السبتيون " شبيه بالله "؟!! كما أنًَّ عبارة " شبيه بالله " هي عبارة مرفوضة كنيسيًا ولاهوتيًا؛
أولاً: لأنَّها ليست الترجمة الحقيقيَّة لإسم ميخائيل فإسم ميخائيل يعني حرفيًا "
مَنْ مِثْل اللَّه – مَنْ كاللَّه " وليس " شبيه باللَّه " كما يزعمون.
ثانيًا: لا يعنس شبيه باللَّه أنَّه اللَّه، وقد رفضت الكنيسة مثل هذه
ـــــــــــــــــــــــــــ
- 25 -
العبارة في مجمع نيقية سنة 325 م، عندما قال آريوس عن المسيح "
مشابه للآب في الجوهر "، وكان يؤمن أنَّ الابن هو المخلوق الأوَّل الذي خلقه اللَّه الآب من جوهر مشابهٍ لجوهره، وهذا عكس الإيمان المسلَّم مرَّة للقدِّيسين والذى يؤكِّد أنَّ الاِبن مساوٍ للآب في الجوهر، وواحد معه في الجوهر، ومن ذات جوهره، فهو نورٌ من نورٌ، إلهٌ حقٌّ من إلهٍ حقٍّ.
كما كان اسم
ميخا والذى تكرَّر في العهد القديم حوالى إلي 79 مرَّة يعني أيضًا "
من مثل يهوه " مثل ميخائيل والذى يعنى اسمه أساسًا " "
مَنْ مِثْل اللَّه -
مَنْ كَاللَّه) ". وكان اسم ميخا اسمًا لتسعة رجال من بنى إسرائيل منهم ميخا بن يملة النبي في عهد أخاب الملك (1مل22/1-28؛2أخ18/2-27) وميخا المورشتي النبي الذي كان معاصرًا لأشعياء النبيّ وصاحب سفر ميخا. فهل يعني ذلك أنَّ كلٍّ منهم هو اللَّه لأنَّ اسمه يعني من مثل اللَّه أو " شبيه باللَّه " كما يزعم السبتيون ؟ !! واسم جبرائيل أيضًا يعنى "
اللَّه عظيم أهم جبار "، فهل يعني ذلك أنَّه هو أيضًا اللَّه ؟ !!
ـــــــــــــــــــــــــــ
- 26 -
(3) صوت رئيس ملائكة:
ويزعم السبتيون، أدفنتست اليوم السابع SDA ، في كتاباتهم أنَّ صوت رئيس الملائكة الذي سيكون مع المسيح في مجيئه الثاني هو المسيح!! فيقولون: "وإليكم دليلٌ آخرٌ وقاطع بأنَّ ميخائيل رئيس الملائكة، ما هو إلاَّ الربّ يسوع المسيح الخالق، وليس سواه. يقول الرسول بولس " لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ
بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً." (1تس4/16). وهنا يوضِّح الرسول بولس بأنَّ الأموات عند سماعهم صوت رئيس الملائكة سيقومون من قبورهم. وفي إنجيل يوحنَّا (5/25) يُخبرنا الربُّ يسوع المسيح بأنَّ الأموات عندما يسمعون صوت اِبن اللَّه سيحيون "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللَّهِ وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ" . .
ومن هنا نجد أنَّ صوت رئيس الملائكة الذي أشار إليه بولس في 1 تسالونيكي 4/16، والذي عند سماعه يقوم الأموات من قبورهم، ما هو إلاَّ صوت اِبن اللَّه. فواضحٌ مما سبق أنَّ الكتاب المقدَّس يُعلن لنا بطريقةٍ جليَّةٍ أنَّ ميخائيل، رئيس الملائكة هو الرب يسوع المسيح، الذي عند سماع صوته سيقوم الأموات من قبورهم ".
وهنا يلعبون بالألفاظ والكلمات، كعادتهم، فالكتاب يقول هنا " لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ " (1) "
بِهُتَافٍ " (2) و "
بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ "(3) "
وَبُوقِ اللهِ " ، " سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ " ،