باطنــــــــــــــــــــــــايا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

باطنــــــــــــــــــــــــايا


 
الرئيسيةالرئيسيهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وَعَـلـمهُ فوقـي محبّـة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sabri D. yousif
المشرفين
sabri D. yousif


ذكر
عدد الرسائل : 83
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 20/10/2007

وَعَـلـمهُ فوقـي محبّـة Empty
مُساهمةموضوع: وَعَـلـمهُ فوقـي محبّـة   وَعَـلـمهُ فوقـي محبّـة Icon_minitimeالخميس يناير 17, 2008 3:34 pm

" وَعَـلَـمُـهَ فوقـي مَحَبـة " نشيد الإنشاد 4:2


هِبني يا ربُ محبـة،
المحبـة التي جبلْتني بها،
المحبة، التي أحببْتني بها، وتبقى تحبني من خلالها،
اليوم، والغد، وإلى الأبد.
محبـة تفضي على الحياةِ، لونا ومعنى، وحيوية،
لا رياء فيها، لا كذب، لا دنس، ولا عيب،
محبة، لا تتظاهر بما هي ليستْ عليه،
محبـة، تتحرر من عبودية الكلمات،
لا تردد القول، كلمة، كلمة،
ولا تعطي عزاءً مزيّفا،
ولا تتركَ الحياة القديمة، طليقة،
ولا تدعُ الحبل على الغارب.
محبـة نشبه كالحملان، وهي تطفر مرحا بين المروج،
وكصوتِ بوقٍ يعلن عن فجر جديد.
محبـة تسمو كالسماء في العلو،
وتنزل بالعمق، إلى أعماق الأرضِ.
محبة مثل أوقيانوس كبير، لا شاطئ له.
محبـة أقوى من الموتِ،
تقف في وجه أيّ غزو،
تزلزل الأرض،
وتسقط الأسوار،
محبة كالدم، تجري في كل العروق،
تنفذ مثل سهم إلى قلبي،
تبعث فيه رعشة قوية
تسبيه سبيا.
محبـة تتغلغل، إلى عقلي، إلى ذهني،
وتأسر كل فكر مظلم شرير.
هِبْني يا ربّ محبـةً،
لا يخبو أوارها، كل أيّام حياتي،
ولا يخفت نارها قط،
ولا تستطيع مياه كثيرة أنْ تطفأها.
محبة، تضطرم كل حينٍ،
مثل نار، تحرق الوعر،
وكلهيب يشعل الجبال،
تزيل كل الزغل،
والشوائب والأدران،
وتحرق الحثالة.
هبْني يا ربّ محبّةً
لا تتقهقر، بل تمضي قُدُما، في طريق الغلبة،
محبة تقف بوجه الريح الخريفية العاتية،
لا تأبه بالرعود ولا العواصف.
محبّـة تقتلع جذور الأنانية،
وتمزق أطنابها،
محبة تتخطى، تخوم الذات،
وتنتفض من بين الحياة العتيقة،
محبّـة لا تنضب، صيفا، أو شتاءً.
هبْني يا ربّ محبّـة
لكي أدخل، إلى دياركَ بالحمد والتسبيح،
إلى هيكل قدسكَ.
لا أريد أنْ أكون مثل نافخ بالبوق في ساحة القتال،
لا أريدُ أنْ أشكر، بلسان يخفي ورائه سمّـا،
ولا أنْ أصلّي صلاة مكرهة، وكذب،
مثل عابر سبيل، يسأل عن حاجة، ثم لا يلبث هنيهة، حتى ينسى من أعطاه الحاجة.
لا أريد أنْ أردد كلمات بالية، عديمة القيمة،
بشفتين، مرتجفتين،
بقلب، لم يسدل الستار على ماضٍ أثيم،
بقلب تسربل بالبر الذاتي،
والتدين المقيت.
هبْني يا ربّ محبّـة،
فالفوضى، تسود كل كياني،
والكراهية، قائمة على قدم وساق،
والبغضاء، تسحقني سحقا.
وفاقد الشيء لا يستطيع أنْ يمتح ما ليس له،
فأنا لا أعرف شيئا عن محبة القريب،
ولا عن محبّـة الآخرين البتة،
ولا محبّـة الأعداء.
محبّـي ضيئلة، جدا، جدا،
مثل حبة في بيدر قمح،
مثل قطرة، في البحر الكبير.
محبّتـي، أسيرة، بقيود الأنا،
لا تحرّكُ ساكنا،
هيّ ليستْ سوى مهماز للنخس فقط،
للهدم، لا للبنيان.
محبّتـي ليستْ سوى محبـّـة الخطاة والعشارين،
محبّـة تدور في حلقة فارغة، مظلمة،
محبّـة تقوم على الأخذ والعطاء،
" تعطي، تأخذ ".
محبّـتـي مثل عملة صدئة قديمة لم تغير، ولم تبدل،
أكل عليها الدهر وشربَ.
محبّتـتـي مثل خيمة متهرئة،
قطعتْ أوتادها، لتبسطُ ظلالها السواء المخيفة.
هِبْنـي يا ربّ محبّـة،
فأنا عاجز، كل العجر،
أنْ أصنّع محبة،
وليسَ لديّ سوى، محبـة الذات فقط!
ويحي !
كيف أقدر أنْ أحبّكَ من كلّ قلبي ؟
كيف أحبّكَ من كل نفسي ؟
وكيف أحبّكَ من كل قدرتي، ومن كل فكري ؟
يا ربّ أنتَ أوصيتَ بذلك !

صبري يوسف
روتردام-هولندا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وَعَـلـمهُ فوقـي محبّـة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
باطنــــــــــــــــــــــــايا :: المنتدى المسيحي :: كتب ودراسات مسيحيه وتفاسير-
انتقل الى: