باطنــــــــــــــــــــــــايا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

باطنــــــــــــــــــــــــايا


 
الرئيسيةالرئيسيهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تـومـا . . . أثر المسامير !

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sabri D. yousif
المشرفين
sabri D. yousif


ذكر
عدد الرسائل : 83
العمر : 76
تاريخ التسجيل : 20/10/2007

تـومـا . . . أثر المسامير ! Empty
مُساهمةموضوع: تـومـا . . . أثر المسامير !   تـومـا . . . أثر المسامير ! Icon_minitimeالثلاثاء يناير 22, 2008 3:40 pm

أمر بالغ الأهمية قد حصل،
بين عشية وضحاها،
زلزل الأرض،
ومزق الصمت عن بكرة أبيه،
لن يهنأ عدو النفوس،
ولن يحلم الشيطان بالانتصار،
فقد اكتسح النور الظلمة،
وباءت بالفشل مؤامرات إبليس.
ما حصل هو المستحيل بعينه،
فالميت لن يترك تحت سنابك الموت،
لن يرى فسادا البتة.
وغير المستطاع صار مستطاعا،
إذ كان ينبغي أنْ يتداعى الناقص، في النهاية، أمام الكامل،
فهو يجب أنْ يزيد، ويزيد فقط،
وهو الذي هزم الموت بالموت !
لكنّ توما، لم يستوعب الدرس، ولا حقيقة ما حدثَ،
ضلّ في تيهٍ،
يتحدق في قلقٍ مبهم،
ويتحدث بغرابة غير معهودة،
ولسان حاله يقول: " مستحيل. . . مستحيل"،
من يقدر أنْ يقف بوجه تيار جارف ؟
من يتحدى الموت ؟
فالموت يقتحم الحياة من دون مقاومة،
ويغتصب كل ما أراد،
هو يتراقص فوق الأشلاء،
لكي يحيلها إلى تراب، إلى غبار.
الموت يقيم الدنيا ويقعدها، ساعة يشاء،
ويبعث المرارة في أعماق البشر،
يمزق المسرة،
ويعبث بالآمال.
هذا هو شأن الموت !
غير إنّكَ يا توما،
أعطيتَ إذنا صماء لكل ما سمعته من أفواه النساء، اللواتي زرن القبر الفارغ،
وما أعلنه الملاك عن قيامة رب المجد.
حقا سلبت المفاجئة أفكاركَ،
ولن تستطيع أنْ تتبين بعد خيوط القصة، بكل تفاصيلها المذهلة.
فأنتَ لا تزال تلهث وتلتقط أنفاسكَ بصعوبة،
وتولي ظهركَ للشمس،
وتطرق بنظركَ نحو الأرض، إلى الحقول المجدبة،
لا تجرؤ أنْ ترفع رأسكَ.
أنتَ لا تصدق،
ولا أنْ تفسر تناقضات الحياة،
فلديك اقتناع راسخ،
كيف تخرج من القبر حياة ؟
شيء لا يدركه العقل، دون الإيمان!
توما أنتَ تعرج بين أمرين،
إذ أنتَ غير قادر أنْ تتحرر من براثن الشك،
من القيود التي كبلكَ بها،
أنت تنسى ما حدث في الماضي القريب،
بقصد، أو دون قصد،
كان عليكَ فقط أنْ تتذكر أشياء،
أنْ تستحضر الماضي بثقل أحداثه،
إذ في ذاكرتكَ ترقد أحداث كبيرة،
وأنتَ كنت مرات في قلب الحدث،
كنتَ شاهدا لها.
أنتَ رأيتَ أمورا غير عادية،
يجترئها سيدكَ،
فهو بحضوركَ انتهر الموت،
عالج سكراته،
ونفض غباره بعيدا.
ألا تتذكر قولك عن لعازر: " لنذهب نموت معه "!
فها هو يخرج من الفبر البارد، وبعد أربعة أيّام.
ولا شكّ إنّكَ رأيت ابن أرملة وحيد، من مدينة نايين، يهرب منه الموت فزعا.
أنتَ أيضا رأيت ابنة يايرس، ذات الاثنتي عشرة سنة، تعود إلى كنف الحياة، معافاة.
رأيت معلمكَ الكبير، يشفي المرضى،
يطهر البرص، ويشبع الجياع،
رأيتَ ذلك بأم عينيك !
لم يسرد عليك تلك الأحداث أحد قط.
فكيف حصل ذلك ؟
لا يمكن للعقل أنْ يستوعب الحكمة من دون الإيمان،
وأنت رغم ذلك، ركبتَ رأسكَ،
وأسدلتَ على ذهنكَ ستارا كثيفا،
لا ترى سوى أطياف الشكِ،
وشبح الموت، يقتحم الحياة.
أنت كنتَ تسير على طريق الإيمان،
وليس بالعيان،
غير إنّكَ تطلب برهانا ملموسا،
تريد دليلا ماديا،
تريد أنْ ترى أثر المسامير،
حتى تصدق، ومن ثم تؤمن،
برب القيامة،
بالرب الذي يعطي الحياة،
بالرب الذي كسر شوكة الموت،
وسحق رأس الأفعى،
وهزم فلول الظلام.

صبري يوسف
روتردام-هولندا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تـومـا . . . أثر المسامير !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
باطنــــــــــــــــــــــــايا :: المنتدى المسيحي :: كتب ودراسات مسيحيه وتفاسير-
انتقل الى: