في مدرسة الله

في مدرسة الله

فإن طهر أحد نفسه من هذه يكون إناء للكرامة مقدساً نافعاً للسيد مستعداً لكل عمل صالح ( 2تي 2: 21 )

ما هي الدروس التي يجب أن نتعلمها في مدرسة الله؟

أولاً: الانفصال عن العالم. فمن المُحال أن يكون أحد نافعاً في الخدمة إن كان يضع رجلاً في العالم والأخرى في طريق الشهادة. إن انفصالاً كاملاً ضروري، ولنتذكر لتشجيعنا قول الرب يسوع: "ثقوا (أي تشجعوا) أنا قد غلبت العالم" ( يو 16: 33 ).

ثانياً: الانفصال عن الشر في جميع أشكاله: هذا الدرس نتعلمه بصورة أكبر عندما نتأمل بتدقيق في الأناجيل سلوك المخلص الكامل هنا على الأرض، وبعمل الروح القدس فينا نحقق النُصرة على الـ "أنا" لكي نسلك في التواضع الحقيقي متكلين على القوة الإلهية.

ثالثاً: الخضوع. أي أن نضع جانباً كل إرادة ذاتية بتجديد أذهاننا لنختبر مشيئة الله الصالحة المرضية الكاملة.

رابعاً: التقديس. التقديس هو التقديم الكامل لذواتنا "قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات" ( رو 6: 13 ) ومحبة النفوس "ولما رأى الجموع تحنن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين" ( مت 9: 36 ).

قال يوحنا داربي: إن مجرد حقيقة أن نشعر بالرغبة في خدمة الرب مباشرة، ليس دليلاً على أننا مدعوون، لكن العلامة الأكثر تأكيداً لهذه الدعوة هو محبة حارة للنفوس وتدريبات القلب في هذا الأمر أمام الرب.

كيف يعلمنا الله هذه الدروس عملياً؟ أولاً بكلمته، لذلك من المهم جداً قراءتها كثيراً. ثم باللقاء به عندما نكلمه في السر ويُعلن لنا ذاته بروحه القدوس. ثم أيضاً بالاختبارات وظروف كل يوم والتجارب والمصاعب والمعطلات. ليُعطنا الرب نعمة الانتباه إلى ذلك لأن المصاعب والتجارب تكون في نفس الوقت فرصاً لتقريبنا أكثر من مخلصنا وربنا المحبوب، ولنختبر في قلوبنا أكثر فأكثر محبته اللانهائية، متمتعين بهذه الحياة الودية معه وهذه الشركة الوثيقة التي هي سعادتنا الحقيقية هنا على الأرض، حينئذ نكون قادرين على خدمته بنشاط ونفع ويعمل الروح القدس بحرية فينا. ويا للفرح عندما في يوم المكافآت، نكون مستأهلين أن يقول لنا: "نعما أيها العبد الصالح والأمين. كنت أميناً في القليل فأُقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيدك" ( مت 25: 23 ).