إرفعي كأسَ الهوى وإنسي عتابي* قد يذوبُ الرشدُ في سحر الشرابِ* إنَّكِ كالخمرِ تستهوينَ سُكري* فإمسحي الذكرى وأيامَ إغترابي*
كم أتاني الشوقُ والحبُ بعيدٌ
كم أطالتْ غربتي تَيْهَ الغيابِ
ما يزال الشعرُ مثمولَ القوافي
زادَ فيه السُكرُ إنْ زادَ عذابي
كلما أحسَسْتُ في عيني دموعا
ماتَ بيتُ الشعرِ في جوفِ الكتابِ
قد ظـُلـِمتُ في همومي في ضياعي
في معاناتي وفي دنيا الصعابي
أسوتي بالعيشِ إذ كنتُ غريبا
في شحوبِ الليلِ قد كنتي شهابي
أعذريني إن رحلتُ ذاتَ يوم ٍ
دمعة ُ الأحداقِ غصَّتْ في ذهابي
إنما العشقُ الذي نبكيهِ يبقى
نورنا مهما ظـُلِـمنا بالمُصابِ
كلُّ يوم ٍ ينجلي يضحي نذيرا
يروي لي مُرَّ الردى قبلَ الإيابِ
يا مـُعذِّبَتي بكفـَّيَّ سؤالٌ
عِشتُ طول العمرِ أرجوكِ جوابي
من يعيدُ الروحَ للقلبِ الجريحِ
من يداوي لوعة ً أخفتْ صوابي
وحدها عيناكِ تدري ما يدورُ
خلفَ موجِ البحرِ في صمتِ الضبابِ
فأرفعي الكأسَ وضيعي في غرامي
قد أذَبْتُ الروحَ في سحرِ الشرابِ
وإنسني الأيامَ علِّ لا أفيقُ
ريثما يدنو اللقاءُ صوبَ بابي
هي غربة وحسب .. !