صورة نشرتها وكالة انباء الفاتيكان للمطران القتيل اثناء لقائه بالبابا بنديكتوس. ويظهر في الوسط الكاردينال عمانؤيل الثالث دلي
اثار مقتل مطران الكلدان الكاثوليك في الموصل بولص فرج رحو الذي اختطف في المدينة منذ اسبوعين ادانات غاضبة من عدة اطراف.
وقال ناطق باسم شرطة محافظة نينوى إن جثة المطران رحو عثر عليها في حي الانتصار بالموصل، وان خاطفيه كانوا قد طالبوا بفدية كبيرة لقاء اطلاق سراحه.
ادانات وقال البابا بنديكتوس السادس عشر إنه شعر بالحزن والصدمة اثر سماعه بنبأ وفاة المطران رحو، ووصف الحادث بأنه عنف لا انساني.
من جانبه، قال نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية إن مقتل رجل الدين جريمة بشعة تهدف الى زرع بذور الفرقة بين طوائف العراق المختلفة.
كما ادان رجال دين عراقيون من السنة والشيعة مقتل المطران رحو، بينما وصف الرئيس الامريكي جورج بوش الحادث بأنه "عمل حقير."
وقد اختطف المطران رحو يوم 29 فبراير/ شباط الماضي في اعقاب انتهائه من شعائر قداس كنسي في مدينة الموصل شمالي العراق. وقد قتل في عملية الاختطاف ثلاثة من مرافقيه.
وقالت الشرطة العراقية ان حالة جثة المطران، التي لم تصب بأية اطلاقات نارية، توحي بانه توفي منذ اسبوع مضى.
| أبكي لأجل العراق
المطران شليمون وردوني
|
وقالت وكالة انباء "اس أي آر" الكاثوليكية الايطالية ان خاطفي المطران قد اخبروا مسؤولي الكنيسة الاربعاء ان المطران رحو مريض جدا، وفي وقت متأخر من اليوم نفسه قالوا انه توفي.
الا انه ليس من الواضح ما اذا كان رجل الدين قد مات مقتولا ام توفي وفاة طبيعية، فيما لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن موته.
وقد عثر على جثمان المطران بواسطة موظفي الكنيسة الذين توجهوا الى المنطقة في اعقاب الاتصال الذي اجراه الخاطفون.
وعلق المطران شليمون وردوني المعاون البطريركي الكلداني من بغداد على نبأ مقتل المطران رحو بالقول: "أبكي لاجل العراق. ليس لدي اية مشاعر اخرى. لقد كنا كأخوين."
بينما قال الاب فدريكو لومباردي الناطق باسم الفاتيكان: "إن العنف الممجوج وغير المبرر يواصل الفتك بالشعب العراقي عموما، والطائفة المسيحية الصغيرة على وجه الخصوص التي يذكرها البابا في صلواته في زمن الحزن هذا."
ويعتبر اختطاف الاسقف رحو الذي كان يبلغ من العمر 65 عاما هو احدث حلقة في عمليات الاختطاف التي طالت رجال الدين الكلدانيين منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003.
وقد شهد العراق بعد دخول القوات الأمريكية للعراق عام 2003 هجمات على كنائس وقساوسة ومحال تجارية يملكها مسيحيون، وفر كثيرون منهم إلى خارج البلاد.
وكان تقرير الحريات الدينية الدولي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية قد أشار العام الماضي إلى أن الكلدان الكاثوليك يشكلون أقلية ضئيلة من الشعب العراقي، إلا أنهم يمثلون النسبة الأكبر بين المسيحيين في العراق والذين يقل عددهم عن المليون نسمة.
وكان رئيس الوزراء العراقي قد تعهد الخريف الماضي بحماية ودعم الأقلية المسيحية.
كثيرون من المسيحيين غادروا العراق بسبب العنف
|
ورغم تراجع العنف بشكل عام في العراق مؤخرا، تعتبر القوات الأمريكية الموصل آخر معقل للقاعدة من بين مدن العراق، وتشن بالاشتراك مع القوات العراقية حملة لاجتثاث المتطرفين من المدينة والتي تبعد 225 ميلا شمال شرق بغداد.
"الكل يعاني من الحرب" وكان الأسقف رحو قد صرح في مقابلة مع وكالة أنباء "آسيا نيوز" المرتبطة بالفاتيكان إن الوضع في الموصل لا يطرأ عليه أي تحسن وقال إنه الاضطهاد الديني ملحوظ فيها بسبب انقسامها على اساس ديني".
وأضاف الأسقف رحو في المقابلة التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني أن "الكل يعاني من الحرب بغض النظر عن انتمائه الديني، إلا أن المسيحيين في الموصل يواجهون خيارا صارخا".
يذكر أن الكنيسة الكلدانية مرتبطة بالفاتيكان، الذي قال بيان صادر منه لدى اختطاف الأسقف أن كون المسلحين يعرفون أن الأسقف يقيم طقوسا دينية يعني "أن الحادث مدبر".