هل قمت مع المسيح
اعتاد الناس في عيد الفصح نهنئة بعضهم البعض قائلين :"المسيح قام" فيرد الاخرون "حقا قام" وابان عصور الاستشهاد قبضوا على اسقف شيخ وقدموه للموت . لكنه طلب ان يودع شعبه .. فوقف وبسط يديه وقال : " ايها الاخوة والاخوات ، ان المسيح قام ..انه حي فاننا سنحيا معه .
ان الاحتفال الحقيقي بالعيد هوجلسة في حضرة الحبيب ، يحلو حديثي معه سرا ولا رقيب ، فأسكب نفسي عند اقدام الصليب لتمتزج دموعي مع دم ذاك الذي مات لاجلي ليغسلني ، ويطهرني ، ويحررني ، وهكذا اقوم مع المسيح الحي المقام ، له المجد!
ان من يقف أمام رهبة الموت قد تأخذه رعدة وخوف من المصير البعيد ، لكن ، ان كانت هناك ثقة في مواعيد الرب لنا ، وان كان لنا ايمان في القيامة ، فان الموت هوجسر العبور ، الى حضن من مات لاْجلنا وقام .
لقد أسلم يسوع - له المجد - الروح على الصليب ....لكن حين مات يسوع قام كثير من أجساد الراقدين . وهنا حقيقة جوهرية قد تغيب عن الذهن أحيانا : ان موت الرب هوحياة لنا .وقيامته تبرير لايماننا . ان قيامة الرب في فجر الاحد منذ ألفي سنة هو قيامة لنا نحن ايضا الذين امنا به . فالموت شوكة كسرها شخص الحبيب الفادي بموته - القيامة هي عربون رجائنا . يقول الرسول في احدى عظاته : " فأنا على رجاء القيامة أحاكم ".
نستطيع ان نعيش القيامة في حياتنا عندما نصلب أجسادنا وشهواتنا فلا نحيا نحن بل المسيح يحيا بقوة قيامته فينا ، وهذا يصير عندما نتلامس مع المسيح المقام من الاموات في مخدع الصلاة ، فتحدث اليه حديثا كله حب وانسجام ، ونرتوي من ينبوع كلمته - الكتاب المقدس - التي هي حبة فعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين .
المؤمن الحقيقي هوانسان قام مع المسيح ، وعاش معه القيامة بكل معانيها . فهو يحيا مصليا ومترنما ترنيمة جديدة مرتويا دائما بكلمة الله . مثل هذا نرى ضوء ونور القيامة يشع في حياته لاْنه قد صار خليقة جديدة .
أيها الاخ الحبيب ، أيتها الاخت العزيزة ....... المسيح قام ! فهل قمت معه ؟
ليلى كينا