عدد الرسائل : 1078 العمر : 54 تاريخ التسجيل : 26/08/2007
موضوع: دار "بيت عنيا" يتعرض لقصف صاروخي السبت مارس 29, 2008 9:40 am
صاروخ يسقط في دارنا اليوم ويسبب أضرارا جسيمة فيه دويّ هائل وعشرات يهرعون إلى الدار محاولين الدخول لأنهم ظنوا أننا متنا جميعا. حدثت هذه الضجة الكبيرة اليوم، الأربعاء: 26-3-2008، عندما سقط صاروخ كاتيوشا في دارنا، وأحدث عند انفجاره دويّا هائلا وسبب أضرارا كبيرة في مراكز وأقسام الدار، لكن لم يصب أحد منّا بأذى، إذ كانت يد الله أبينا تحمينا. كان سقوط الصاروخ على حافة سقف الـ Sandwich Panel لاستعلامات قسم النساء المعوقات فقلع صفائح منه وأحدث حفرة كبيرة في الحائط تحته، ثم دخل الصاروخ مخترقا باب غرفة مخزن المنامات تاركا فيه فتحة يبلغ قطرها ما يقارب 25 سم مع آثار شظايا كثيرة، بعد هذا الباب وصل ما بقي من الصاروخ إلى الحائط ليخترقه ويستقر بالتربة خلفه. أما عن آثار الانفجار، فإنك اليوم لا ترى في الدار غير الدمار... فالمتضرر الأكبر كان قسم النساء المعوقات، فالشظايا في كل مكان في مدخل المركز وغرفة الاستقبال، جدران المحل والحمامات تفطرت بشكل كبير، قطع كاشي الفرفوري للحمامات مهشمة على الأرض بعد أن اقتلعها العصف، زجاج الشبابيك متكسر، السقوف الثانوية متساقطة وكثير منها متكسّر، أجهزة التبريد اخترقها الشظايا تاركة إياها قطع معدنية لا فائدة منها، أنابيب الماء انفجرت هي الأخرى ومعظم الآثاث مهشّم. أما الحديقة فقد طالتها شظايا الانفجار لتقتلع الثيّل من مكانه تاركة محله حفر كبيرة، كما قصت شظايا أخرى أشجار كثيرة... نباتات خضراء نضرة لا ترمز إلا إلى الحياة والسلام طالتها يد العنف أيضا. طارمة البيت ليست اليوم سوى حفر متناثرة كما لو كانت ساحة حرب سقطت عليه العشرات من القذائف. المركز الخدمي، هو الآخر تضرر كثيرا. فكل زجاج شبابكه تكسّر، واقتلعت عدد من أبوابه الداخلية وتضرر كثير من قطع الآثاث فيه وأصيب عدد من أجهزة التبريد بأضرار جسيمة وكثير من كابلات الكهرباء تقطّعت. أما القسم الرجالي ومركز المسنّات، فقد كان نصيبهما أن تكسّر كثير من زجاج نوافذهما. وبعد سماع صوت الانفجار، هرع العشرات من أبناء المنطقة ليطمئنوا علينا، كما زارنا عدد من موظفي المجلس البلدي ومفرزة شرطة، واتصلنا بعدد من أصدقائنا من سكنة منطقة الكرادة ليأتوا ويشاركونا مع موظفي المجلس البلدي وأفراد مفرزة الشرطة وأبناء الجيران في رفع هذا الكم الهائل من الأنقاض وقطع الزجاج المتناثر وقطع الآثاث المهشّمة والعديد من النباتات المقطّعة وعشرات الشظايا. "بيت عنيا" هو الملجأ الأخير الذي لجأ إليه العشرات من النساء والرجال المعوقين والمهمّشين والمنبوذين ممن فقدوا الحس بإنسانيتهم بسبب الظلم الذي أحاق بهم من أقاربهم الذين أهملوهم بسبب عوقهم أو شيخوختهم... جاء هؤلاء إلى "بيت عنيا" ليردأ عنهم كل إهانة ويعيشوا ما تبقّى من حياتهم بهدوء وسلام وهم يصلون لأجل أن يحل السلام في بلدنا العراق الحبيب. لكن موجة الغضب التي تجتاح بلدنا اليوم، والعنف الذي يعصف بشوارع مديتنا الغالية بغداد، وصل مداه إلينا، قما عاد هؤلاء الآمنون سوى أناس يعيشون تحت سقف مهدّم وبقرب نوافذ مكسورة الزجاج.
السبت مارس 29, 2008 9:40 am
