لا أريد العودة الى العراق حيث الأنفجارات والقصف، وحيث يختطف ويقتل الأطفال هكذا علقت رينا الطفلة العراقية ذات الأحد عشر عاما، والتي طلبت وعائلتها اللجوء في السويد، هكذا علقت دون أن تدري على قرارين لمصلحة الهجرة يعتبران دليل عمل للموظفين لديها، ويسمحان بأعادة الأطفال والأسر العراقية ذات الأطفال التي ترفض طلبات لجوئها في السويد.
ـويتناقض القراران مع القواعد التي كانت سارية حتى الآن في معالجة هذه القضايا والتي كانت تضع في الدرجة الأولى ما هو أنسب للطفل. هنريك فينمان المسؤول الحقوقي في المصلحة لا يرى في القرارين خرقا لقاعدة الأنسب
للطفل، مشيرا الى أن الأطفال يمكن ان يحصلوا على أحتياجاتهم الأساسية في العراق، كالسكن والماء والطعام:
لكن رينا وأسرتها لم يغادروا العراق لوجود نقص في السكن والماء والطعام، بل بسبب الخوف بعد ان تعرضت رينا الى محاولة أختطاف في طريق عودتها من الكنيسة الى المنزل:
ما عاشته الطفلة رينا ذات الأحد عشر عاما تركها عرضة للكوابيس:
وتقول والدة رينا ان طفلتها تعاني جراء الخوف من حالة التبول اللا أرادي ليلا، وهي لا ترى مستقبلا لها أو لأطفالها في العراق، وتلعق الآمال على الحصول على الأقامة في السويد:
الطبيب النفساني رياض البلداوي التقى بحالات عديدة لأطفال من أسر عراقية لاجئة، وهو يعبر عن أسستغرابه لقرارات مصلحة الهجرة الأخيرة:
يقول البلداوي أنه يفكر بالأطفال الذين لا يمكنهم الألتحاق في المدارس في العراق، أو الحصول على العناية الطبية، أو حتى الخروج الى الشارع للعب،ويضيف: لقد ألتقيت هنا في السويد بأطفال عراقيين يخشون من اللعب في حدائق مدارسهم، لأنهم يعتقدون أنها قد تتعرض لأنفجارات.
ويحذر البلداوي من أن الأطفال يحملون أنفسهم المسؤولية عن فشلهم وأسرهم في البقاء في السويد، ويتوهم بعض الأطفال أن السويد ترفضهم لأنهم مثلا أطفالا ليسوا لطفاء أو لأنهم، يتبولون لا أراديا في أسرتهم، وهذا ما يتركهم تحت ضغط نفسي هائل:
جلار أم لطفلين أحدهما بنت معوقة جسديا، تستعين بالحبوب المهدئة لتتمكن من النوم بعد أحداث مرعبة عايشتها في العراق منها أختطاف والدها ومقتل أحد الجيران:
أبنة جلار وخلال فترة أنتظار البت في طلب اللجوء الذي تقدمت به الأسرة أحست للمرة الأولى بانها أنسانة مثل الآخرين بعد أن كانت تعيش وضعا لا طبيعيا في العراق بسبب أعاقتها:
قرار الرفض الذي صدر بحق جلار وطفليها، كان له تأثير سلبي خاص على طفلتها المعوقة:
مونيكا ياكوبسون الحقوقية في منظمة أنقذوا الأطفال قرارات مصلحة الهجرة الأخيرة بشأن أمكانية أبعاد الأطفال والأسر ذات الأطفال التي ترفض طلبات لجوئها في السويد، أعتبرت تلك القرارات غير مقبولة، كون الأطفال يبعدون بموجبها الى بلد لا يوفر لهم حقوقهم وتتعرض فيه حياتهم الى الخطر.