ساركون مدير منتدى باطنايا
عدد الرسائل : 451 العمر : 55 تاريخ التسجيل : 17/09/2007
| موضوع: "مخاوف الفناء".. سبب هدوء الشارع المسيحي بلبنان الأحد مايو 11, 2008 2:55 pm | |
| | عون وفرنجية (يمين) والجميل وجعجع | على عكس حالة الاقتتال التي دارت طيلة اليومين الماضيين في الشارعين المسلم والدرزي بين القوى السياسية المسلمة والدرزية التابعة للمعارضة والموالاة.. تسود الشارع المسيحي اللبناني حالة من الهدوء الشديد بين أبناء الطائفة المارونية المسيحية، برغم توزع قسم منهم بين الفريقين المتصارعين في لبنان. قيادات سياسية بارزة من الفرقاء المارونيين أرجعوا حالة الهدوء هذه في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم السبت إلى "وعي مسيحي تاريخي خلاصته أن الاقتتال المسيحي المسيحي لن ينتهي بانتصار فريق على الآخر، وأن الكل سيكون خاسرا. وبالرغم من ذلك حرص كل فريق على التأكيد على أنه مستعد تماما للدخول في مواجهة مسلحة مع خصمه السياسي المسيحي إذا قام بالتعدي عليه.من جهته، أرجع محلل لبناني ماروني هذا الوضع إلى أنه بجانب عدم استعداد الزعماء المارونيين في المعارضة والموالاة للدخول في نزاع مسلح، فإن الشارع المسيحي نفسه يعي تماما أنه في حالة حدوث مواجهات مسيحية مسيحية فإن ذلك يعني "فناء الطائفة المارونية" بأكملها في لبنان.. سواء بالموت في المعارك أو بالهجرة خارج الوطن.أنطوان زهرة النائب عن حزب القوات اللبنانية المسيحي (موالاة) الذي يتزعمه سمير جعجع أكد أن حزبه "لا يراهن في الأزمة المشتعلة بين المعارضة والموالاة إلا على السلاح الشرعي.. سلاح الجيش اللبناني والقوى الأمنية الداخلية لمواجهة قوى المعارضة الممثلة في حزب الله وحلفائه الخارجين على الشرعية، والتي قامت باحتلال بيروت بالقوة". وتابع زهرة قائلا: "مشروع قوى 14 آذار (الموالاة) قائم على احترام سيادة الدولة واستقلالها.. مشروع يقوم على احترام القانون وعدم القيام بأعمال إرهابية انقلابية".واعتبر زهرة أن القوى المسيحية بالمعارضة "وعت الدرس جيدا من أحداث 24 يناير 2007 عندما حاولوا التحرش بالقوات.. حيث لقناهم درسا أعتقد أنهم حفظوه؛ لذلك لم يفكروا في الهجوم علينا في الأحداث الأخيرة".وشدد زهرة على أن "سلاح القوات جاهز للاستخدام بمنتهى الشراسة فقط للدفاع عن النفس، وفي حال إقدام أي من قوى المعارضة، سواء مسيحية أو مسلمة، على مهاجمة مقاره أو أحيائه".ولفت إلى أن القوات لم تشارك في دعم تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي لأن "هذه التيارات لم تدخل في نزاع مسلح.. هي تعرضت للاجتياح والسلب من قبل المعارضة.. وواجهت ذلك باحترام سيادة القانون.. الموالاة متمسكة بخيار سيادة الدولة والقانون، ولذلك لم تنجر للرد على العنف بالعنف، إلا في حالات قليلة للدفاع عن النفس".وفي أعقاب مقتل بيار الجميل (ابن الرئيس السابق أمين الجميل والرئيس الأعلى لحزب الكتائب المسيحي) في 20 نوفمبر 2006 حدثت اشتباكات بين أنصار حزبي الكتائب والقوات اللبنانية من جهة ضد أنصار التيار الوطني الحر المسيحي (معارضة) من جهة أخرى، ولولا نزول قادة حزبي الكتائب والقوات إلى الشارع لحماية مقار التيار الوطني من أنصارهم الغاضبين لمقتل ابن زعيم حزب الكتائب لتعرضت مقار التيار الوطني الحر لخسائر فادحة، وفق محللين لبنانيين.جاهزون للمواجهة صولانج الجميل، عضو البرلمان عن حزب الكتائب المسيحي (موالاة) الذي يتزعمه أمين الجميل، أرجعت من جانبها عدم حدوث اقتتال بين مسيحيي المعارضة والموالاة إلى "حالة من الوعي العام بين المسيحيين بعدم فائدة الحرب".ولفتت أرملة رئيس الجمهورية الراحل بشير الجميل إلى أن "تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي أثبتوا عمليا انحيازهم لخيار سيادة الدولة اللبنانية من خلال قيامهم بتسليم أسلحتهم الفردية للجيش، وفي المقابل حزب الله وحركة أمل قاموا باحتلال بيروت بالأسلحة الثقيلة".ومضت تقول: "نحن في الموالاة متمسكون بمبادئ ثورة الأرز (الاستقلال) التي تقول إن لبنان دولة وليس مجموعة متناحرة من القوى السياسية.. ودعني أقول إن المسيحيين بكل أطيافهم استوعبوا درس الماضي، وهو أن الحرب وبال على الجميع، وأن الطائفة المارونية دفعت أثمانا باهظة من أبنائها في الحرب الأهلية الماضية (1975-1990)".وشددت نائبة حزب الكتائب على أن حزبها "مستعد لتقديم أغلى التضحيات إذا أقدم التيار الوطني الحر (مسيحي معارض) أو أي من قوى المعارضة بالهجوم على مقراته، وأنهم سيدفعون الثمن أفدح مما يتخيلون.. فلن نسلم سلاحنا؛ لأننا سنكون في حالة دفاع مشروعة عن النفس".وبعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 في ظل تفكك مؤسسة الجيش وضعف مؤسسات الدولة دخلت أطراف مسيحية بارزة مثل القوات اللبنانية والكتائب والعديد من القوى المارونية الصغيرة في أتون هذه الحرب، سواء في مواجهة بعضها البعض أو مواجهة قوى لبنانية أخرى، وهو ما أدى إلى موجة من الهجرة المسيحية من لبنان".مسيحيو المعارضة ضد الحرب أيضا وعلى صعيد مسيحي المعارضة أكد مصدر مسئول في "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه العماد ميشيل عون (طلب عدم ذكر اسمه) أن "فكرة الدخول في نزاع مسلح مع الأقطاب المسيحية في المعارضة فكرة مرفوضة وغير مطروحة على أجندة التيار".وأضاف قائلا: "التيار الوطني الحر يؤكد دوما أن معارضته معارضة سلمية، ولذلك لم يشترك في المعارك التي دارت في بيروت وخارجها بين بعض أقطاب المعارضة، مثل حزب الله وحركة أمل من جهة ومن جهة أخرى تيار المستقبل.. نحن نرفض العنف".ونفى المصدر بشدة "نية التيار الوطني في الهجوم على أي فريق من الموالاة، سواء من المسيحيين أو غير المسيحيين؛ لأن التيار غير مسلح سوى بالسلاح الفردي لأفراده الذين قد يحملونه للدفاع عن أنفسهم ومنازلهم".ومن جانبه اتفق أنطوان فرنجية، القيادي في تيار المردة المسيحي المعارض الذي يتزعمه سليمان فرنجية، مع زهرة وصولانج في أن "الهدوء الذي يعيشه الشارع المسيحي يعود إلى الوعي المسيحي العام بمخاطر الحرب على الوجود المسيحي ذاته في لبنان، خاصة أن تجربة تناحر المسيحيين الموارنة في الحرب الأهلية مريرة، ولم يربح منها أحد". وقال فرنجية إن تيار المردة "لم يشارك في المواجهات التي دارت في بيروت بين حزب الله وحركة أمل من جهة وتيار المستقبل من جهة أخرى، وأرجع ذلك إلى أن مقار المردة وقوته الضاربة موجودة في مدن الشمال اللبناني".وأكد أن "عناصر حزبه لن تتوانى عن دعم بقية قوى المعارضة في الشمال في اشتباكاتها مع قوى الموالاة في هذه المدن".وفي تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" يفسر بدوره المحلل السياسي اللبناني جورج علم الهدوء في الشارع المسيحي قائلا: "الرأي العام المسيحي في لبنان، سواء زعماء سياسيون أم أفراد عاديون، يدرك أن أي حرب في الداخل الماروني ستؤدي إلى فناء الطائفة المارونية في لبنان كلية، فمن لم يمت في الحرب فسيهاجر خارج لبنان، وهذا يفسر الهدوء الذي يسود الشارع المسيحي بكافة أطيافه".ومضى يقول: "عمليا إرادة القتال غير موجودة بقوة الآن عند مسيحيي لبنان، فالتيار الوطني الحر مثلا أغلبيته نخب ثقافية غير قادرة على حمل السلاح، والقوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع رغم جاهزيتها للقتال فإنها لا ترغب فيه".ولفت علم إلى أن "الوسط المسيحي اللبناني يعيش حالة من الفوضى لم يشهدها من قبل، والكنيسة المارونية عاجزة عن ضبط إيقاع هذه الفوضى، وفراغ مقعد الرئيس اللبناني الذي هو من حق شخص مسيحي ليس بعيدا عن ظلال هذه الفوضى".وانتقد البطريرك الماروني مار نصر الله صفير حالة الانقسام السياسي الذي يعيشه المسيحيون في لبنان بقوله: "الانقسام في الطائفة المارونية مضر بأعضائها جميعا وبالوطن.. يجب أن يجمعوا صفوفهم وأن يتناقشوا في نقاط الخلاف بينهم.. وهذا ما جرى عليه اللبنانيون منذ زمن بعيد".ولفت البطريرك الماروني في حديث لقناة الجزيرة الفضائية في 8 مايو الجاري إلى أن الكنيسة المارونية حاولت جمع الشمل المسيحي في لبنان، إلا أنها فشلت "لأن كل طرف اعتبر أن الكنيسة تقف مع الآخر ضده، وهذا غير صحيح". | |
|